اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلن جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، عن تنفيذ عملية اغتيال استهدفت قيادياً بارزاً في 'قوة الرضوان'، التي تُعتبر وحدة النخبة في الجناح العسكري لحزب الله.
وزعم جيش الاحتلال أن القيادي المستهدف كان مسؤولاً عن عمليات نقل أسلحة استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية. ويمثل هذا الاغتيال تصعيداً خطيراً في المواجهة المشتعلة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والتي تدخل عامها الثالث.
سياسة الاغتيالات الممنهجة يأتي هذا الإعلان في سياق التصعيد المستمر على الحدود منذ الثامن من أكتوبر 2023، والذي بدأ كجبهة إسناد لحرب غزة.
ومنذ ذلك الحين، تحولت المواجهات المتقطعة إلى حرب استنزاف يومية، اعتمد فيها الاحتلال بشكل كبير على سياسة 'الاغتيالات المستهدفة' ضد كوادر وقيادات حزب الله والفصائل الفلسطينية في جنوب لبنان، وحتى في العمق اللبناني، مستخدماً الطائرات المسيرة والغارات الجوية الدقيقة.
وللاحتلال تاريخ طويل في تنفيذ عمليات اغتيال على الأراضي اللبنانية، يعود إلى عقود مضت.
ففي عام 1992، اغتال الاحتلال الأمين العام الأسبق لحزب الله، السيد عباس الموسوي، في غارة جوية استهدفت موكبه في جنوب لبنان. كما يُنسب إليه اغتيال القائد العسكري البارز عماد مغنية في دمشق عام 2008.
ومنذ بدء المواجهات الأخيرة، كثف الاحتلال من هذه السياسة، ونجح في اغتيال عدد من القادة البارزين، أبرزهم وسام الطويل (الحاج جواد)، وهو قائد ميداني رفيع المستوى في قوة الرضوان، والذي استشهد في غارة على سيارته في يناير 2024.
كما اغتال الاحتلال القيادي البارز طالب عبد الله (أبو طالب) في يونيو 2024، والذي وُصف بأنه القائد الأعلى رتبة في حزب الله الذي يستشهد منذ بدء الحرب. وتندرج عملية اليوم ضمن هذه الاستراتيجية الممنهجة التي تهدف إلى 'قطع رأس' القيادة الميدانية لحزب الله.
لم يقدم بيان جيش الاحتلال، الصادر اليوم، تفاصيل إضافية حول هوية القيادي المستهدف، أو المكان الدقيق الذي وقعت فيه عملية الاغتيال في لبنان.
واكتفى البيان بالتركيز على دور القيادي المزعوم، مشيراً إلى أنه كان مسؤولاً عن 'عمليات نقل أسلحة' لصالح الحزب، وهو ما تعتبره قيادة الاحتلال تهديداً استراتيجياً مباشراً.
وتُعتبر 'قوة الرضوان' هي الهدف الأبرز لجيش الاحتلال في هذه المواجهة. فبحسب التقارير الأمنية للاحتلال، تُصنف هذه القوة كوحدة نخبة هجومية، مدربة بشكل خاص على تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو، وهو ما يضعها على رأس قائمة التهديدات على الجبهة الشمالية. ولذلك، فإن أي استهداف لكوادرها، خاصة المسؤولين عن الجانب اللوجستي ونقل الأسلحة، يمثل محاولة مباشرة لتقويض قدرات الحزب الهجومية.
وحتى الللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من حزب الله يؤكد أو ينفي نبأ اغتيال أحد قادته في قوة الرضوان. وعادة ما يقوم الحزب بنعي كوادره الذين يستشهدون في المواجهات مع الاحتلال عبر بيانات رسمية، يحدد فيها مكانته ودوره.
يمثل هذا الاغتيال تصعيداً إضافياً يزيد من حالة التوتر الشديد على الحدود.
ففيما تحاول الجهود الدبلوماسية الدولية، وخاصة الأمريكية والفرنسية، منع انزلاق الجبهة إلى حرب شاملة، تأتي هذه العمليات لتقوض هذه المساعي.
تُستخدم هذه الاغتيالات من قبل حكومة الاحتلال لتقديم صورة 'نصر' لجمهورها الداخلي، وإثبات قدرتها على تحقيق 'أهداف أمنية' نوعية.
ومع استمرار سياسة الاغتيالات، يرتفع منسوب الخطر بشكل كبير، ويرفع من احتمالات رد حزب الله، الذي عادة ما يتوعد بالانتقام لقادته.
ويبقى الوضع الأمني في المنطقة هشاً وقابلاً للاشتعال في أي لحظة، في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي لوقف إطلاق النار على هذه الجبهة، التي لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بمسار الأحداث في قطاع غزة.