اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون زيارة إلى العاصمة العراقية (بغداد)، بحث خلالها ملفات ذات وجه اقتصادي مع الحكومة العراقية، وشكرها على وقوفها إلى جانب لبنان. والتقى كلا من الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وبحث معهما العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، والتعاون القائم على مختلف المستويات، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية.
الرئيس عون أكد بعد لقائه الرئيس العراقي في القصر الرئاسي ببغداد «ان اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصا خلال الحرب الاخيرة التي عاشها لبنان». وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معا، لافتا إلى «كثرة التحديات لا سيما موضوع الإرهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين».
واعتبر أن «ما يجري في غزة أمر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فورا للتصدي للحالات غير الإنسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع».
من جهته، شدد الرئيس العراقي على ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعا. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنيا النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون، وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد، مذكرا بوقوف العراق إلى جانب لبنان.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي تلا المحادثات الرسمية، أعلن الرئيس العراقي تقديم دعم أولي بقيمة 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان. في حين شدد رئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الرئيس عون على «ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل وغير انتقائي». وتحدث الرئيس عون مستشهدا بكلام للسيد علي السيستاني، فتطرق إلى «تحكيم سلطة القانون وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات».
إلى ذلك، يصل اليوم الاثنين إلى بيروت، وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي للقاء أركان الدولة، وللمشاركة غدا الثلاثاء في حفل توقيع كتابه «قوة التفاوض» الذي دعت اليه «دار هاشم» الناشرة للكتاب.
رئيس الجمهورية قال في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي التي صادفت الأول من يونيو (1987): «إن هذه الجريمة لم تستهدف رجل دولة فحسب، بل كانت اغتيالا لما كان يمثله من رمز للوحدة الوطنية والحوار البناء، ومثالا حيا للسياسي المخلص الذي وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار». وأضاف: «لقد خدم الرئيس الشهيد لبنان بنزاهة وإخلاص، وترأس الحكومة مرات عدة ساعيا دوما إلى تحقيق الاستقرار والعدالة في ظروف صعبة ومعقدة كان يمر بها لبنان، فأسكت اغتياله صوتا معتدلا كان يدعو إلى المصالحة والوحدة، وأطفأ شعلة رجل كرس حياته لخدمة وطنه». وكان كرامي اغتيل بعبوة ناسفة وضعت في مقعده داخل طوافة عسكرية للجيش اللبناني كان ينتقل بها من طرابلس إلى بيروت، لرفضه المرور بحاجز البربارة التابع لـ«القوات اللبنانية» على الطريق الساحلية البحرية بين جبيل والبترون.
في هذه الأثناء، يستمر الحديث عن تحضير إسرائيل للحرب على لبنان إلى حد الذهاب إلى تحديد مواعيد من منتصف يونيو إلى شهر يوليو المقبل. وقالت مصادر نيابية لـ«الأنباء»: «اذا كانت الاهداف العدوانية لإسرائيل لا حدود لها، فإن مثل هذه التسريبات هدفها خلق بلبلة وأجواء توتر في البلد، خصوصا ان إسرائيل تمارس اعتداءاتها والخروقات اليومية من دون ان تتلقى أي خسائر، وهي لم تتوقف عن الغارات اليومية منذ ستة أشهر بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت واجهت صعوبات في اختراق المنطقة الحدودية على مدى 66 يوما من الحرب، وسيطرتها على الشريط الحدودي الذي يجري الحديث عن توسيعه ـ فيما لو تعرقل مسار تنفيذ القرار 1701، بكل مندرجاته ـ جاءت بعد وقف إطلاق النار».
من جهة أخرى، حل حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ضيفا في الرابطة المارونية، وتحدث عن ثلاثة محاور: استقلالية مصرف لبنان المركزي، الطابع النظامي للأزمة المالية في لبنان، وتوزيع المسؤوليات بين الأطراف المعنية. وقال سعيد: «فيما يخص الاستقلالية فإن مصرف لبنان أسوة بالمصارف المركزية في العالم يتمتع قانونا بكامل الاستقلالية تجاه السلطة السياسية ومصالح القطاع الخاص، وذلك كما في المصلحة العامة وحسن سير عمل مؤسسات الدولة. وعليه ليس جائزا التعرض لهذه الاستقلالية، بل من الضروري الحفاظ عليها خاصة أن لبنان ينطلق في مسار طويل لإعادة الإعمار ولإعادة هيكلة اقتصاده ونظامه المالي، حيث تعاون السلطات من عوامل نجاح كامل مسيرة التعافي المنشود». ورأى في المحور الثاني أن «الأزمة القائمة هي بطبيعتها أزمة نظامية نتجت من تراكم الاستدانة العامة لسنوات طويلة، أجرت خلالها المصارف استثمارات وتوظيفات مفرطة في الديون السيادية في ظل تراخي مصرف لبنان في تطبيق الانظمة»، مشيرا إلى أن «الإقرار بالطبيعة النظامية اللازمة يشكل مدخلا لمعالجتها، فالمعالجة تحتاج من جهة الى تخفيض العبء عن ميزانية مصرف لبنان، ومن جهة ثانية لإطلاق خطة إعادة الودائع على مراحل». وبهدف إعادة أموال المودعين (في مدى زمني معقول) وانطلاقا من المسؤولية المشتركة للاطراف المعنية، أكد حاكم «مصرف لبنان» أن «على الدولة ومصرف لبنان والمصارف التجارية تحمل المسؤولية».
وفي يوميات الجنوب، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق بلدة ارنون الشقيف. وأفيد بسقوط قتيل. ونجا ثلاثة مواطنين من رصاص إسرائيلي استهدفهم أثناء تفقد منازلهم في تلعة العباد في أطراف حولا.