اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لفت عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النّائب حسن عز الدين، إلى أنّ 'البعض يحاول أن يتعرّف على المقاومة من خلال جزئيّة هنا أو جزئيّة هناك، فيسأل عمّا قدمته. ولكن المقاومة إذا أردنا أن نحاسبها فعلينا أن نقيّم تجربتها من خلال ما قدّمته طوال الفترة الزّمنيّة الماضية'.
وذكّر، خلال احتفال تكريمي أحياه 'حزب الله' لشهداء بلدة دبعال المجادل الجنوبيّة، بأنّ 'في عام 1982، وقع الاجتياح الإسرائيلي الّذي قاده رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بذريعة واهية، حيث احتلّ منطقة جنوب نهر الليطاني ووصل إلى العاصمة بيروت، دون أن يتمكّن أحد من أن يصدّه، رغم أنّ في تلك المرحلة كانت هناك مقاومة وطنيّة وكانت أفواج المقاومة اللّبنانيّة أمل موجودة، ولكن القدرات المتاحة آنذاك كانت محدودة'، مبيّنًا أنّ 'العدو تمكّن من أن يصل إلى بيروت ليحتلّ ثاني عاصمة عربيّة بعد القدس، ما يعني أنّ العدو عندما يتمكّن دون أن يجد مقاومة حقيقيّة وفعليّة، سيتوسّع ويوسّع من احتلاله'.
وأشار عز الدّين إلى أنّ 'عام ألفين وستة، أحد أهداف العدو كان تهجير الحافة الأماميّة من الناقورة إلى العرقوب لجعلها منطقة عازلة، تمامًا كما يريد أن يهجّر الفلسطينيّين من غزة الّتي خاض الحرب عليها تحت ثلاثة أهداف، تتلخّص بتهجير أهلها ونزع السّلاح والقضاء على 'حماس' وإعادة أسراه بلا تفاوض، ولكنّه لم يحقق أيًّا من هذه الأهداف'.
وأوضح أنّ 'اليوم في لبنان، وفي سياق الحرب علينا، هناك إدارة واحدة للمعركة العسكريّة والأمنيّة والسّياسيّة والإعلاميّة، وفيها توزيع للأدوار بين إسرائيل وأميركا. فالعدو الإسرائيلي يضغط على المستوى العسكري والأمني، فيما يتولّى الأميركيّون مباشرةً الضّغط على لبنان وعلى البيئة الحاضنة لهذه المقاومة، من أجل إرعابها وإخافتها ودفعها لأن تنسلخ عنها وتتراجع؛ وهذا الأمر بات واضحًا'.
كما أكّد أنّه 'كلّما زاد الضّغط، كلّما ازداد تَمسّك المجتمع المقاوم بمقاومته وبقدراته وإمكاناته، لأنّنا وبكلّ صراحة لا نثق بأحد، ولا نستطيع أن نعتمد إلّا على الله، ونتكل على مجاهدينا وشبابنا وعلى قيادتنا الحكيمة والشّجاعة، الّتي تعرف كيف تتصرّف في اللّحظة المناسبة بأي عمل ممكن أن نقوم به'.
وأضاف عز الدّين: 'أمّا هذه الحكومة، فمن مسؤوليّتها ومسؤوليّة الدّولة أن تجلس على طاولة مجلس الوزراء، وتدرس كلّ الخيارات وكلّ القدرات والإمكانات السّياسيّة والدّبلوماسيّة والإعلاميّة، وكل ما يستطيعون ويملكون من علاقات دوليّة أو عربيّة أو أصدقاء أو ما شابه، ويضعوها ويختاروا الأجدى منها، والّذي يمكن أن يشكّل ضغطًا على هذا العدو؛ ووضع حدّ لاعتداءاته وإخراجه من أرضنا'، لافتًا إلى أنّ 'قَسَم رئيس الجمهوريّة وبيان الحكومة الّذي نالت على أساسه الثّقة، تضمّنا أولويّات وقف إطلاق النّار وتحرير الأرض والأسرى وإعادة الإعمار'.
وإذ شدّد على 'ضرورة وضع حدّ لهذا العدوان المستمر والقتل اليومي'، اعتبر أنّ 'دماء شبابنا ودماء مواطنينا هي دماء مقدّسة وليست رخيصة على الإطلاق، ولا يستطيع أحد أن يستثمر بها في السّياسة'.
وركّز على أنّ 'الضّغط الاقتصادي مستمر أيضًا، ويأخذ أشكالًا جديدةً من خلال ممارسات الضّغط المالي، فيتحدّثون عن إجراءات خاصّة بالتحاويل الماليّة ومؤسّسة 'القرض الحسن' وغيرها'، مشيرًا إلى أنّ 'هذا الضّغط الّذي يمارَس يهدف إلى تجفيف المال الّذي يصل إلى 'حزب الله' على حدّ قولهم، باعتبار أنّ هذا المال هو الّذي من خلاله تستطيع المقاومة أن تتحرّك وتمارس كلّ أعمالها وأنشطتها'.
وأكّد عز الدّين أنّ 'هذا الضّغط لا يقلّ خطرًا عن بقيّة الضّغوط على لبنان، وعلى اقتصاد لبنان وعلى الحركة الاقتصاديّة فيه، وهو سيصيب الشعب اللبناني دون استثناء. فالعدو لا يميّز بين شيعي وسنّي وماروني وغيرهم، إنّما يضغط لإضعاف لبنان بقدرته العسكريّة وبقوّته وباقتصاده وماله، ما يسهّل عليه لاحقًا فرض شروطه، كما فعل في سوريا'.
وتابع أنّ 'على الحكومة أن تضع أولويّة وقف إطلاق النّار وإخراج العدو من أرضنا واسترداد الأسرى وإعادة الإعمار على جدول أعمالها الدّائم، وتبدأ النّقاش بتلك الأولويّات مع أي وفد قد يصل إلى لبنان'، موضحًا أنّه 'لكي نواجه هذه الظّروف الصعبة، يقتضي أوّلًا أن يكون الموقف السّياسي موقفًا موحّدًا بين الرّئاسات الثّلاث، وأن يكون هناك موقف سياسي متفق عليه فيما بينهم والكل مُجمع عليه، وأن نقف خلف هذا الموقف السّياسي الصّلب الّذي يجب أن يواجهوا به كلّ الّذين يريدون أن يأخذوهم إلى مكان آخر، ويقتضي أيضًا مزيدًا من الوحدة، ففي هذه اللّحظات الّتي يطبق فيها العدو على لبنان، ينبغي أن نجمع بعضنا بعضًا لمنع العدو من الاستفادة من كلّ الثّغرات الموجودة'.
وجزم 'أنّنا لن نفرّط بعناصر القوّة للبنان على الإطلاق، ولن نتراجع قيد أنملة عن حقّنا في الدّفاع عن الأرض والوطن والثّروات والسّيادة والاستقلال، فهذا هو موقف الشّهداء الّذين بذلوا دماءهم، والّذين نعاهدهم اليوم على الاستمرار على نهجهم'.











































































