اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٧ شباط ٢٠٢٥
تتجه الأنظار جنوباً إلى ما سيحمله الثلثاء الموعد المتوقع لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى المحتلة، فهل سينحسب بشكل كامل أم سيبقى في التلال الخمس؟
لا صورة واضحة في ظل استمرار الغارات والاغتيالات المتنقلة من بلدة إلى بلدة في خرق واضح لاتفاق الهدنة.
وفيما ينتظر أبناء حولا وميس الجبل والعديسة وكفركلا، مارون الرأس ويارون وقرى الوزاني الانسحاب، بدأ أبناء بلدة رب ثلاثين العودة التدريجية لبلدتهم المدمرة.
تقع البلدة عند مثلث مركبا العديسة والطيبة، وهي مشرفة مباشرة على تلة العويضة الذي سيبقى الإسرائيلي داخلها ومطلة على موقع ومستعمرة مسكاف عام.
لم يبق من بيوت البلدة شيء، من مشروع الطيبة صعوداً باتجاه البلدة طرقات جرى تجريفها وبيوت مدمرة، شبكات الكهرباء في الأرض، والمياه مفقودة، كانت البلدة تدخل ضمن البلدات التي أراد الإسرائيلي أن تكون ضمن المنطقة العازلة، وهذا يفسر حجم الدمار الذي طال أحياءها المتفرعة من ساحة البلدة.
وسط ركام منزلها جلست أم ياسر وعائلتها ترتشف القهوة، عادت لتوها إلى البلدة، تتأمل الدمار وتقول 'كلوا بيتعمر المهم رجعنا للبلدة'. كانت أم ياسر تعتمد في حياتها على الزراعة، عادة ما تبدأ زراعة الموسم الشتوي في شهر كانون الثاني، غير أنها لم تبدأ بعد، فالحقول جرى تجريفها واقتلاع أشجار الزيتون المعمرة منها، غير أنًها تقول 'سأبدأ الزراعة قريباً وسأعود لأعيش هنا وأنصب خيمة قرب داري المدمر، لن أترك بلدتي مجدداً'.
في الطريق نحو وسط رب ثلاثين لا مظاهر للحياة هنا، وحدها إرادة الناس تتحدى الدمار، تتأمل بوجع ما أصاب البلدة التي كانت تنشط فيها التجارة والزراعة، وتعد زراعة التبغ أبرزها.
لا تسمع في البلدة سوى كلمة واحدة 'لن نترك هذه الأرض»'، صحيح أن الجيش اللبناني دخل إلى البلدة الأسبوع الماضي، غير أن عودة الأهالي ما زالت محدودة، فلا مقومات للحياة فيها.
مضى كثير من أبناء رب ثلاثين نحو بلدتهم، ينتظرون دخول أبناء بلدة العديسة، للدخول معهم ولسان حالهم: 'لن نرضى بالاحتلال، على الإطلاق، حياتنا ستكون بخطر، الكل سيرفض هذا الامر'.