اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٨ أب ٢٠٢٥
أشار الموفد الأميركي توم باراك الى أن نزع سلاح حزب الله يصبّ في مصلحة الشيعة، والى أنه لا يمكن لـ الحزب أن يأخذ شيئاً من دون تقديم مقابل، مؤكداً أنه ناقش مع رئيس الجمهورية جوزف عون نزع سلاحه (الحزب)، ولافتاً الى أن الجيش اللبناني سيكون الضامن الأمني لهذا العمل.
حصة الأسد
فهل يمكن اعتبار الحديث الأميركي عن أن نزع سلاح الحزب يصبّ في مصلحة الشيعة، وعن أن لا يمكنه (الحزب) أن يأخذ شيئاً من دون تقديم مقابل، دعوة أميركية للفريق الشيعي في لبنان الى استبدال فكرة الانتصار العسكري، بمكاسب سياسية، أي بانتصار سياسي له داخل لبنان؟ وهل تكون تلك المكاسب ضمن بنية الدولة اللبنانية؟
فأكثرية واضحة من شيعة لبنان لا تزال مُصِرَّة حتى الساعة، على رفض الاعتراف بالوقائع العسكرية التي أنتجتها الحروب الناجمة عن 7 أكتوبر 2023، وهي مستمرة بالحديث عن انتصارات عسكرية حقّقتها.
ومن ضمن هذا الجوّ، تبدو تصريحات توم باراك بمثابة دعوة لهذا الفريق، للاعتراف بالواقع الموجود على الأرض، وللتأقلُم معه، ولتسليم السلاح، وهو ما سيسمح بالقول لاحقاً إنه (السلاح) حقّق انتصاراً للمُستضعفين المظلومين في لبنان، إذ مكّنهم من الانتقال من عصور المظلومية والتهميش، الى حقبة رسم مستقبل لبنان، والحصول على حصة الأسد من كل شيء فيه باعتراف دولي وأميركي، وبقبول تامّ من واشنطن.
ماذا وبأي شكل؟
ولكن ممّن سيأخذ توم باراك في لبنان؟ وماذا؟ وبأي شكل؟ وهل من مجال لـ طائف جديد، أو لتعديلات دستورية تجري داخلياً في لبنان، وعا البارد والناشف؟ ومن دون الحاجة الى أي رعاية خارجية؟ وما هو هذا الشيء الذي سيقدّمه (توم باراك) لشيعة لبنان، إذا قدّموا له المقابل الذي يريده هو، على مستوى حصر السلاح؟
وإذا كان نزع سلاح الحزب يصبّ في مصلحة الشيعة بحسب توم باراك، فماذا عن مصالح باقي المكوّنات اللبنانية، في مرحلة ما بعد نزعه، إذا تحقّق ذلك بالفعل؟
لإيران وليس للبنان
أوضح مصدر سياسي أن توم باراك لا يتحدث عن مكاسب لـ الحزب بحال تطبيق حصر السلاح في لبنان، بل لإيران. فتلك الأخيرة هي التي ستنال مكاسب من الأميركيين في تلك الحالة.
ولفت في حديث لوكالة أخبار اليوم الى أن قرار الحزب ليس منفصلاً عن إيران، بل في يدها، خصوصاً أنه تماماً مثل الحرس الثوري والحشد الشعبي، أي أحد أفرقاء طهران العضويين. وأمام هذا الواقع، ما يمكن لتوم باراك أن يقدمه في لبنان مقابل حصر السلاح، سيعطيه لإيران وليس لـ الحزب. وهذا بمعزل عمّا ينفع لبنان أو يضرّ به. فالمسألة ليست بيد لبنان.
حسم أم تسوية؟
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية لا تزال مستعدّة لتقديم أي شيء لإيران بنظامها الحالي، في أي مكان، ورغم كل ما جرى خلال الأشهر الماضية، أجاب المصدر:القضية ليست قراراً أميركياً فقط، إذ إن إسرائيل هي من يحدّد ويرسم ما تقدّمه واشنطن لطهران أو لغيرها، في منطقة الشرق الأوسط.
وختم:السياسة الأميركية في المنطقة هنا تمرّ بإسرائيل. وبالتالي، إذا كانت مصلحة تل أبيب التوصّل الى تسوية، فسيكون هناك تسوية. وأما إذا كانت مصلحتها الحسم، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستنتهج نهج الحسم.