اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
في خطوةٍ تؤكّد على أولوية الملفيْن المالي والاقتصادي في 'أجندة' العهد، زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مصرف لبنان، حيث عقد اجتماعًا موسعًا مع الحاكم الجديد ونوابه، مشدّدًا على ضرورة اضطلاع المصرف بدوره الكامل في حماية العملة الوطنية واستعادة الثقة الداخلية والخارجية بالنظام المصرفي، بعيدًا عن أي تدخل سياسي أو طائفي.
كما تابع الرئيس عون خلال اليوم نفسَه تطوّرات الخروقات الإسرائيلية على الجنوب، واستقبل عددًا من النواب الذين عرضوا معه ملفات إنمائية واقتصادية تتعلّق بمناطقهم.
وفي التفاصيل، زار الرئيس عون صباح اليوم مبنى مصرف لبنان في بيروت حيث كان في استقباله الحاكم كريم سعيد وعقد معه اجتماعًا في مكتبه استهلّه الرئيس عون بتهنئة الحاكم الجديد بتعيينه، مشدّدًا على 'مسؤولياته في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان'، لافتًا الى 'أهمية الدور المُلقى على عاتق مصرف لبنان خصوصًا في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة'.
وأكد 'ضرورة قيام مصرف لبنان بدوره كاملًا لإعادة الثقة في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وحماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيدًا عن التدخلات السياسية والمساهمة في إنجاح مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد'.
وعلى الأثر، انتقل الرئيس عون والحاكم سعيد الى قاعة الاجتماعات حيث عقد اجتماعًا ضم نواب الحاكم: وسيم منصوري ( النائب الأول)، وبشير يقظان (النائب الثاني)، سليم شاهين ( النائب الثالث)، والكسندر موراديان ( النائب الرابع).
في مستهل الاجتماع، تحدّث الرئيس عون فأشار الى أن 'زيارته الى المصرف المركزي اليوم هدفها تهنئة الحاكم الجديد والتأكيد على ما يعلّقه اللبنانيون من آمال كبيرة في أن يتمكّن مصرف لبنان من المساعدة في معالجة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد وفقًا لأنظمة المصرف ومسؤولياته المحددة خصوصًا في قانون النقد والتسليف'.
وخاطب الرئيس عون الحاكم ونوابه قائلًا: 'مسؤوليتكم كبيرة ودوركم أساسي في إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالنظام المصرفي اللبناني وفي حماية العملة الوطنية والعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وعدم التأثر بالتدخّلات السياسية والحزبية والطائفية، ولا سيما أنّ انظار العالم متّجهة الى عملكم الذي يجب ان يبقى في إطاره المهني والتقني بعيدًا عن السياسة وزواريبها'.
وأضاف رئيس الجمهورية: 'لا يمكن للاقتصاد اللبناني أن يستعيد دوره وتوازنه ما لم تعُدْ الثقة إلى النظام المصرفي اللبناني. صحيح أن الاستقرار الأمني في البلاد أساسي لكنّ الصحيح أيضًا أن الاستقرار المالي هو الذي يجلب الاستثمارات ويحقق انتعاشًا في الحركة الاقتصادية، ولعلّ القوانين الإصلاحية التي أقرّها مجلس النواب مؤخّرًا، ومشاريع القوانين التي احالتها الحكومة خير دليل على عزمنا على توفير كلّ المعايير القانونية التي تساعد في مسيرة النهوض التي ينظر إليها العالم بالكثير من التفاؤل والامل لا سيما أنّ دولًا شقيقةً وصديقةً أعربت عن رغبتها في تقديم المساعدات للبنان وتشجيع رجال الاعمال على الاستثمار فيه بعد إقرار هذه الإصلاحات التي اعتبرها حاجةً لبنانيةً ملحةً قبل ان تكون مطلبًا خارجيًا'.
وقال الرئيس عون: 'نعمل لوضع لبنان على سكّة التعافي وقد تحقّقت مسائل كثيرة في أقلّ من أربعة أشهر من بداية العهد، وأقلّ من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة ونيْلها الثقة، والعمل مستمرّ في أكثر من اتجاه. وأنا على ثقة بأنّه متى صفت النوايا وتوفّر التعاون من الجميع، فإنّ الإنجازات سوف تتوالى ويتحقّق ما نتمناه للبنان واللبنانيين. وكلّي ثقة بأن العمل في مصرف لبنان بعد تسلّم الحاكم سعيد مهامّه وبوجودكم كنوابٍ للحاكم، سيكون عملًا مثمرًا لأنكم ستكونون حتمًا فريق عملٍ واحدٍ متماسكٍ ومتضامنٍ، وبقدر ما تستندون الى ضميركم وتطبيق القوانين يكون عملكم ناجحًا وتساهمون أيضًا في محاربة الفساد الذي يشكل 90 في المئة من الازمة التي يعاني منها لبنان على الصعد كافة'.
وبعدما نوّه الرئيس عون بالجهود التي بذلها النائب الأول لحاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري خلال تولّيه الحاكمية بالوكالة وبما حققه من إنجازات في المصرف للمحافظة على الاستقرار المالي في البلاد على الرغم من الظروف الصعبة والفراغ في سدة الرئاسة، دعا رئيس الجمهورية الحاكم سعيد ونوابه الى أن يكونوا أوفياء للقسَم الذي ردّدوه عند تعيينهم قائلًا: 'هذا القسَم يحمّلكم مسؤوليةً كبيرةً فكونوا على مستوى هذه المسؤولية واعملوا يدًا واحدةً، وانا ورئيس الحكومة الى جانبكم لتذليل كل العقبات التي يمكن أن تواجه عملكم'.
بدورِه، رحب الحاكم سعيد بالرئيس عون شاكرًا زيارته الى مصرف لبنان وهو بذلك ثاني رئيس للجمهورية يزور المصرف المركزي بعد الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب. وقال: 'إن وجودكم بيننا اليوم يؤكّد أهمية الدور الذي تعلّقونه على مصرف لبنان للمساهمة في إعادة النهوض الاقتصادي ونؤكد لكم على التجانس والتعاون القائم بين الحاكم ونوابه لا سيما أن بوصلة عملنا ستكون مستندة الى القوانين المرعية الاجراء بعيدًا عن أي تدخل سياسي او طائفي حتّى نحمي استقلالية مصرف لبنان'. وأكد الحاكم سعيد على أن 'جاهزية مصرف لبنان كاملة لجهة القيام بالمهام المنوطة به وفق قانون النقد والتسليف'.
وتحدّث نواب الحاكم عن الظروف التي رافقت عملهم في مصرف لبنان، وأكدوا 'التعاون مع الحاكم الجديد'، شاكرين للرئيس عون زيارته ومواقفه الداعمة لعمل المصرف المركزي.
وبعد التقاط الصورة التذكارية، جال الرئيس عون والحاكم سعيد في عددٍ من مكاتب المصرف حيث حيّا رئيس الجمهورية الموظفين واطّلع على طبيعة أعمالهم، ثم غادر مصرف لبنان عائدًا الى قصر بعبدا.
النائب ملحم رياشي
سياسيًّا، استقبل الرئيس عون عضو كتلة 'الجمهورية القوية' النائب ملحم رياشي الذي أوضح بعد اللقاء انّه هنأ رئيس الجمهورية على انجاز المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان. وقال: 'جدّدت لفخامة الرئيس الاعراب عن الثقة بما يعمل عليه لمصلحة السيادة اللبنانية'.
النائب جميل عبود
واستقبل الرئيس عون النائب جميل عبود الذي أوضح أنّ البحث تناول الأوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة الشمال عمومًا وطرابلس خصوصًا، 'وتمنّيت على فخامة الرئيس ان يزور طرابلس للاطّلاع عن كثب على أوضاعها خصوصًا المشاريع المجمّدة منذ سنوات والعمل على تحريكها من جديد'. وأضاف: 'تطرّقنا أيضًا الى الوضع الاقتصادي الرّاهن وأهمية الإصلاحات التي بدأت مع بداية هذا العهد والتي أتت منسجمةً مع مضمون خطاب القسَم والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نوّاف سلام ودور المجلس النيابي في إقرار المشاريع والقوانين ذات الطابع المالي'.
متابعة التطوّرات في الجنوب
الى ذلك، تابع الرئيس عون التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب في ضوء الخروقات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقّى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.