عبد العاطي جال على المسؤولين بتكليف من السيسي: ندعم مبادرة رئيس الجمهورية ونوظف علاقاتنا لوقف التصعيد

في محاولة لتجنيب لبنان أي حرب جديدة وداعماً مبادرة الرئيس عون، جال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين، بتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقلا رسالة دعم لسيادة واستقرار لبنان، ومؤكدا على دعم قرار حصر السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، ومعولا على حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في تحقيق التوازن المطلوب لتحقيق الاستقرار، كاشفا ان مصر تعلن تأييدها الكامل لمبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون.

واستهل عبد العاطي الزيارة الرابعة له في غضون اقل من عام ونصف، من قصر بعبدا حيث كان لقاء مع الرئيس عون، وقال: «نقلت للرئيس عون توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل، ونؤكد أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب».

أضاف: «أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف» مشيرا الى ان بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون.

وأوضح اننا «نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي عدوان ونحن معنيون باستقرار لبنان وضرورة وقف خروقات إسرائيل لسيادته ووحدة أراضيه، وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».

واعتبر عبد العاطي ان الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بذلا جهداً كبيراً في الجنوب لبسط سلطة الدولة وعلى الجميع أن يقدر هذا الامر محذرا من ان المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أيّ طرف والدبلوماسية هي الحل.

عين التينة

بعدها انتقل عبد العاطي والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة تحدث الوزير عبد العاطي: «نقلت للرئيس بري تحيات وتقدير القيادة المصرية للرئيس بري، وتعويلنا دائما على حكمته في تحقيق الإتزان المطلوب والتوازن وأيضا العمل على تحقيق الإستقرار وخفض التصعيد في لبنان الذي نكن له كل المحبة وكل التقدير».

وأضاف: «نحن ليس لدينا أي أجندة خفية، ولكن أجندتنا واضحة ومعلنة وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد الكريم والشقيق، ومصر تعوِّل على حكمة الرئيس بري، وأن يكون كما كان وسيظل إن شاء الله عنصرا داعما للاستقرار، وهو اعلن دعمه الكامل لمبادرة الرئيس عون الأخيرة ، وإستمعت من الرئيس بري إلى شرح مفصل إلى الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وأيضا التزام الدولة اللبنانية والمجلس النيابي بإتفاق وقف اطلاق النار والالتزام الكامل بالخطة الشاملة المطروحة للعمل على الإنتهاء أولا من منطقة جنوب الليطاني لفرض سلطة الدولة، وأن يكون هناك حصر للسلاح تحت المظلة الشرعية للدولة والجيش اللبناني، بعد الإنتهاء من منطقة جنوب الليطاني، التحول إلى الشمال الليطاني وإلى كافة المناطق».

وعن إحتمال لقائه مع «حزب الله» ؟ اجاب: مصر لديها اتصالات بكافة الاطراف الاقليمية من دون إستثناء، وتوظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، ونحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الاطلاق ان نستثني او نستبعد اي فيصل او طائفة «.

وعما اذا كان قد نقل تحذيرا للبنان ؟ اجاب: «والعمل الاساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان وننقل رؤيتنا وما يصل الى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد اي ذرائع او تصعيد محتمل الهدف الاساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».

في السراي

كذك، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام، وزير الخارجية المصري والوفد المرافق في السراي، وتم خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية – المصرية، وسبل الإسراع في تفعيلها.

كما جرى استعراض التطوّرات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة. وأكد عبد العاطي مواصلة بلاده «بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان»، وشدّد على أهمية «دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه»، مجدّدًا «تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة».

وأشار الرئيس سلام إلى أنّ «الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب». وثمّن «جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد».

دار الفتوى

وزار عبد العاطي والوفد المرافق، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، يرافقه سفير مصر في لبنان ونائب السفير الوزير المفوض محمود حمدي، وأحمد أبو النجا وهبة صبري.

بعد اللقاء، قال عبد العاطي: «نقلت لسماحته تحيات وتقدير الدولة المصرية والقيادة المصرية والحكومة المصرية، وأيضاً تحيات وتقدير فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور نظير عياد وتحيات وتقدير فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وبالتأكيد كان هناك حديث مطوَّل حول العلاقات الأبدية والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، والجهود المخلصة والدؤوبة والحثيثة التي تقوم بها مصر لخفض التصعيد في المنطقة وتجنيب لبنان ويلات أي عدوان او تصعيد يمس سيادته، و»تحدثنا عن التعاون القائم بين البلدين الشقيقين خاصة في المجالات الخاصة بالإفتاء، وأيضا التعاون القائم في نشر رسالة الإسلام السمحة، وبالتالي لا بد من الحفاظ على كل طوائف الشعب اللبناني في اطار الاحترام المتبادل والتعايش المشترك».

وختم:«تحدثت مع سماحته حول برامج التعاون القائمة بين دار الإفتاء المصرية ودار الفتوى في لبنان ، وحول الزيارة القادمة الهامة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب الى لبنان في المستقبل القريب، وهي شديدة الأهمية لإعادة التأكيد على لحمة العلاقات بين البلدين الشقيقين ومؤسسة الأزهر الشريف العتيدة والدولة اللبنانية ودار الإفتاء».

اتصال مع الراعي

وتلقَّى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصرية،نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تواضروس وشيخ الأزهر، مشيدا بدور البطريرك الراعي كـ«رمز للتسامح والحكمة والاعتدال»، متمنيا ان «تكون زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة وان تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة».

بدوره شكر الراعي «الدولة المصرية رئيساً وحكومةً وشعباً على محبتهم للبنان»، كما شكر كُلًّا من البابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مثمنا «دعوتهما الدائمة إلى إرساء أسس الحوار والتفاهم بين مختلف الاديان لما فيه خير الشعوب».