اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
أكدت القمّة البحرينيّة - اللبنانيّة في بيان مشترك على ضرورة «تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار».
أضاف البيان: «البحرين تؤكد ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخّل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصادي».
ولفت إلى أنّ «مملكة البحرين تساند لبنان في استعادة دوره الحيوي غير القابل للتبديل أو الاستبدال، وتدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل وتنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها».
وشدّد البيان على «أهمّيّة دعوة قمة البحرين 2024 إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية، وتعزيز الجهود الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة»، مضيفاً أنّه يجب «دعم المساعي الرامية إلى استئناف مفاوضات الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل».
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعقدا قمة ثنائية في قصر القضيبية في المنامة، انضم إليها فيما بعد، ولي العهد الأمير سلمان بن حمد وابناء الملك الشيخ عبدالله، والشيخ ناصر، والشيخ خالد، ووزير الخارجية. كما انضم عن الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجّي والمستشار الخاص للرئيس عون العميد اندريه رحال.
وبعد الخلوة، دوّن الرئيس عون كلمة في السجل مما قال فيها: لن ننسى يوماً وقوف مملكة البحرين الدائم إلى جانب لبنان في مختلف الظروف والمحن التي مرت به، واحتضانها لأبنائنا في ربوعها كأبناء لها..
بعد ذلك، عقدت محادثات موسّعة حضرها عن الجانب اللبناني الى الوزير رجّي والعميد رحال، القائمة بالأعمال السفيرة ميرنا الخولي ومستشارو الرئيس عون، جان عزيز، وروعة حاراتي ونجاة شرف الدين ومدير الإعلام رفيق شلالا.
أما عن الجانب البحريني، فحضر الى جانب ولي العهد وأبناء الملك، ووزير الخارجية، وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، ووزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة بن سلمان آل خليفة، ومستشارا الملك السيد نبيل بن يعقوب الحمر، وهالة بنت محمد جابر الانصاري، وسفير مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية والمعتمد لدى لبنان السيد وحيد مبارك سيار.
في مستهل اللقاء، ألقى الملك حمد كلمة ترحيبية وقال: كلنا أمل بأن تتواصل لقاءاتنا الطيبة معكم، تجسيداً لعمق العلاقات الأخوية التي تجمع بلدينا، والمبنية على التقدير والاحترام المتبادل والمحبة الصادقة.
وأعلن عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلّعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وتعود عليهما بالخير والنفع وهو أمر نحرص عليه دائماً على العلاقات الثنائية.
أضاف: يهمّنا، ألا تستمر معاناة لبنان باستقبال من يستغلّ أجواء الحرية والانفتاح فيها، وبدلاً من أن يمتن لضيافتها ، يسيء إليها ويكلفها أغلى الأثمان، وهو ما نرفضه ونرجو عدم تكراره.
وشدّد على حرص مملكة البحرين الدائم على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، إذ نؤكّد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية. كما نجدّد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانية، بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني، ويعيد للبنان مكانته الريادية في محيطه العربي والدولي.
وختم: «إننا على ثقة بأن لبنان، بقيادتكم الحكيمة، سينهض من جديد ليعود كما عهدناه دائما، موطناً للوحدة والسلام والتعايش الإنساني، وليبقى هذا البلد الجميل منارة للمشرق العربي، وبوابة للاستقرار الإقليمي المنشود».
عون
ثم ردَّ الرئيس عون بكلمة قال فيها: «نطمح ونطمعُ من أخوتكم، باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا... كما تعاوننا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا».
وقال: «لن ننسى مساهمتكم ودعمكم بعد انفجار المرفأ وخلال جائحة كورونا والمساعدات التي قدمتموها للشعب اللبناني». وهنّأ الرئيس عون الملك على انتخاب البحرين عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي «وهذا يدلّ على ثقة العالم بالتزام البحرين نهج السلام والتعاون بين الدول» . وهنا قال الملك للرئيس عون «سنكون في خدمة لبنان ومندوب البحرين في مجلس الأمن هو أيضا مندوب للبنان ونتمنى دوام الاستقرار والهناء للبنان».
ثم تابع الرئيس عون القول: «نتمنى أن نراكم في لبنان في أقرب فرصة ممكنة»، فيما أكد الملك حمد ان «لبنان بلد جميل ورائع وشعبه طيب لكنه عانى كثيرا من حروب الآخرين على أرضه وشعبه خسر الكثير من أبنائه، لكننا نرجو أن يستعيد هذا البلد عافيته وأن يعود كما كان نموذجا للأمن والسلام والضيافة والمحبة». أضاف: «كان أبناء الخليج يذهبون الى أوروبا في اجازاتهم لعدم تمكّنهم من الذهاب الى لبنان»، فقال الرئيس عون: «نأمل أن نراهم في لبنان». فردَّ الملك بالقول ان شاء الله، فأكد الرئيس عون ان عودة البحرينيين الى لبنان خصوصا بعد فتح السفارة سيكون موضع سعادة للبنانيين جميعا.
مأدبة غداء
بعد ذلك، أقام الملك حمد مأدبة غداء على شرف الرئيس عون ، شارك فيها أعضاء الوفد اللبناني المرافق والوفد البحريني الى جانب عدد من كبار المسؤولين البحرينيين.
وفي الختام، رافق الملك حمد الرئيس عون الى مدخل القصر الذي انتقل الى المطار عائدا الى بيروت.
من جهة أخرى، التقى الرئيس عون، أمس مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبّان في مصلحة المنطقة بأسرها.
وكان رئيس الجمهورية وصل الى مقر المجلس عند الساعة العاشرة قبل ظهر أمس، حيث كان في استقباله وزير المالية الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير شؤون مجلس الوزراء حمد بن فيصل المالكي، وزير التجارة عبد الله بن عادل فخرو، وزيرة التنمية المستدامة نور بنت علي الخليف، مستشار ولي العهد للشؤون السياسية والاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، رئيس غرفة التجارة والصناعة سمير بن عبد الله ناس، محافظ مصرف البحرين خالد حميدان، وعضو مجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي. كما حضر أيضاً أعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في البحرين السفيرة ميرنا الخولي، والمستشارون: العميد اندريه رحال، جان عزيز، روعة حاراتي، نجاة شرف الدين، ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وألقى الرئيس عون كلمة لفت فيها الى ان زيارته إلى البحرين تحمل طابعاً خاصاً، فهي ليست زيارة بروتوكولية فقط، «بل تعبير صادق عن رغبتنا في بناء شراكات فعلية مع دول المنطقة، وفي مقدمتها البحرين الشقيقة، في ظل التحولات المتسارعة والتحديات الاقتصادية التي نشهدها جميعاً. وآمل أن تكون الزيارة بداية لمسار من التعاون التقني والاقتصادي بيننا، يترجم في مشاريع مشتركة واستثمارات متبادلة وفرص تنموية حقيقية».
وأضاف: «ان ما نحتاجه اليوم ليس مجرد دعم، بل شراكات استثمارية مبنية على الثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافي لبنان واستقراره يصبّان في مصلحة المنطقة بأسرها. نتابع باهتمام تجربة البحرين الملهمة في تنويع الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز بيئة الابتكار. ولا يسعني في هذا السياق إلّا أن أحيي التحركات البحرينية الاخيرة على الساحة الدولية، والتي تؤكد أن البحرين لاعب اقتصادي طموح وفعّال على مستوى العالم».
ومساء عاد رئيس الجمهورية والوفد المرافق الى بيروت.