اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يدرك الرئيس جوزف عون جملة التعقيدات التي تواجه عملية الوصول الى مفاوضات بين لبنان واسرائيل لم تكتمل ظروفها بعد ليس من باب الاجماع على المفاوضات فحسب انما على عدم تحضير ورقتها حتى الان.
ثمة اعتراضات على المفاوضات التي لم يتقبل 'حزب الله' السير بها مع تشديد عون على جملة من الثوابت التي يتمسك بها في حال تم انضاج ظروف التفاوض التي لا تتراجع عن مطلب انسحاب اسرائيل الكامل الى اخر نقطة من الحدود في الجنوب وعدم التفريط بأي شبر من الاراضي اللبنانية.
ما يهم رئيس الجمهورية في كل اتصالاته هو عدم الاستمرار في هذا المشهد وخصوصا الذي يعيشه ابناء الجنوب وهو يعرف سلفاً ان انتقادات عدة يتلقاها، لكن ما يهمه في نهاية هذا المطاف التوصل الى تخليصهم من هذا الكابوس ومن تهديدات اسرائيل واطلاق مشروع اعمار الجنوب وعودة أهله اليه.
وعلى الرغم من الضجيج الدائر حيال المفاوضات في الداخل، لم يتلقّ لبنان اي اشارة جدية من تل أبيب تشي برغبتها في التوجه الى خيار من هذا النوع وأقله في هذا التوقيت.
وقبل حسم خيارات الرؤساء الثلاثة وترجمته في الحكومة للتوجه الى قرار المفاوضات، ينتظر مراقبون اذا كان الرئيسان عون ونبيه بري على موجة واحدة مع تشديد الثاني على عدم تجاوز اطار لجنة 'الميكانيزم' وتطعيمها بمدنيين تقنيين من دون اي تمثيل أرفع مستوى. ولا يرد عون على سائليه عن مشكلة بينه وبين رئيس المجلس مختصراً الموقف 'لا خلاف بيننا'، زائد ان قنوات التواصل مع قيادة 'حزب الله' لم تنقطع حتى بعد الكتاب الذي اصدره الاخير في ردّ على شق طريق المفاوضات والتحذير من الوقوع في ما سماه افخاخها.
وفي موازة ذلك ينتظر لبنان ما ستحسمه الادارة الاميركية وانتظار وصول سفيرها ميشال عيسى في منتصف الشهر الجاري. ويؤكد متابعون ان مهمة الموفد توم براك شارفت على الانتهاء على ان تقوم مورغان اورتاغوس بمساعدة عيسى، مع الاشارة الى ان اكثر من مسؤول لبناني لم يتلق بارتياح تصريحات براك المتضاربة ليس حيال توصيفه للدولة ومؤسساتها بالفاشلة فحسب بل تبديل مواقفه من الجيش خصوصاً.
وفي غضون ذلك فإن الغوص في تحليلات تتعلق بالمفاوضات التي لم تتبلور اي من خطوطها بعد، يكشف ان كل ما تردد عن ان عون سمى سياسين من بينهم الدكتور بول سالم للتفاوض، لا اساس له من الصحة. وليس لدى الرئيس عون مقاربة للوصول الى سلام او تطبيع مع اسرائيل اذ يعود التوصل الى هذا الخيار الى الدول العربية وجامعتها وفي مقدمها السعودية مع ترقب ما ستنتهي اليه حصيلة المبادرة المصرية التي طرحها رئيس المخابرات اللواء حسن رشاد ورد لبنان الذي سينقله بدوره الى فريق بنيامين نتنياهو مع ترقب رد واشنطن اولا على كل هذه المعطيات الديبلوماسية التي تسبقها عمليات تصعيد اسرائيلية في الجنوب.











































































