اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم تتبلور دعوة رئيس الجمهورية جوزاف عون للتفاوض مع اسرائيل، لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس جنوباً ووقف الاعتداءات وحل المشاكل المتفرعة عنها، الى واقع ملموس، وبقيت تردداتها تتفاعل بالداخل اللبناني، مع ظهور رفض لهذه الدعوة من قبل حزب الله منفردًا، كما ظهر ذلك بوضوح من خلال الرسالة التي وجهها الى رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة بهذا الخصوص، فيما لوحظ بروز اكثر من وجهة نظر بخصوص صيغة التفاوض المطلوبة، بين من يؤيد المفاوضات المباشرة او غير المباشرة، او تحويل لجنة الميكانيزم لتكون المفاوضات من خلالها، عبر ضم موظفين مدنيين اليها.
هناك من يعتبر ان تباطؤ الرد أميركياً او من اسرائيل على دعوة الرئيس عون للتفاوض مرده الى عدم وضوح الصيغة التي طرحها للتفاوض، وما اذا كانت مباشرة او بشكل غير مباشر، بل اتت صيغة عامة، وتحتمل اكثر من تفسير، مع معرفة الجميع برغبة اميريكية للمفاوضات المباشرة بين البلدين، وهو ما دعا اليه المبعوث الاميريكي توم براك أخيراً، بينما يعرف القاصي والداني برفض لبناني واسع لصيغة التفاوض المباشر، في حين ذهب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى ان تكون المفاوضات من خلال لجنة الميكانيزم، في موقف قد يكون بمثابة اعلان تمايز واضح بين صيغة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، او مراعاة لموقف الحزب ومن ورائه ايران، ما يؤشر بوضوح الى رفض للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، والخشية من تأثير الخلاف الحاصل حول آلية التفاوض على التجاوب الخارجي مع دعوة عون للتفاوض، وحتى ارجائها لموعد آخر.
بالطبع التباين بالموقف اللبناني من الصيغة المطلوبة للتفاوض، يطرح اسئلة وشكوكًا عن خلافات لبنانية لبنانية، بينما موقف بري بأن يكون التفاوض من خلال لجنة الميكانيزم، يستلزم البحث في امكانية قبول الاعضاء باللجنة ان تكون كذلك، ومنهم الولايات المتحدة الاميركية تحديداً، لان القبول يعني اجراء تغييرات في مهمة اللجنة وتكوينها، لكي تستطيع استيعاب المتطلبات الجديدة، والقيام بما هو مطلوب منها لتمكين الدولتين من التفاوض بينهما، في حين لوحظ بوضوح ان طرح بري بهذا الخصوص لم يقابل بأي رد فعل اميركيًا، ما يعني ضمنا التحفظ على هذا الطرح، او حتى رفضه بالكامل.
مع استمرار الصمت ازاء دعوة الرئيس عون للتفاوض، وتعرض لبنان لمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية، واغتيال المزيد من عناصر حزب االله، يعني عدم الموافقة على المفاوضات بالصيغة المطروحة لبنانياً، من قبل اسرائيل والولايات المتحدة، والتصعيد العسكري الاسرائيلي الحاصل، هو لممارسة اقصى الضغوط على لبنان، لالزامه القبول بالشروط الاسرائيلية المطروحة، للجلوس على طاولة المفاوضات كما يراها الجانب الاسرائيلي ويوافق عليها الوسيط الاميركي. وفي الخلاصة، لبنان واقع حالياً بين مطرقة الانصياع للمطالب التي تهدف اسرائيل لتحقيقها امنياً، وحتى سياسياً من خلال هذه المفاوضات المرتقبة، وبين رفض الحزب بإيعاز ايراني مكشوف لتوظيفه في صفقات ايران مع واشنطن.











































































