اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
في يوم سياسي وإنمائي حافل في قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفودًا من عكار والضنية، إلى جانب شخصيات سياسية ودولية، مؤكدًا التزامه بتحقيق الإنماء المتوازن وتعزيز حضور الدولة في الأطراف، فيما شدد النائب نعمة افرام على ضرورة توحيد السلاح تحت إمرة الجيش واستعادة ثقة المجتمع الدولي لإنقاذ الاقتصاد.
استهل الرئيس عون لقاءاته باستقبال وفد من جمعية تجار عكار برئاسة إبراهيم حنا الضهر، حيث أكد أن 'الأولوية اليوم هي لبناء مبنى للجامعة اللبنانية في عكار، وهناك مشروع لإقامة مستشفى عسكري يكون في خدمة أبناء المنطقة'، مشددًا على تصميمه على تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات 'كخطوة أساسية سنعمل على متابعتها'.
من جهتهم، نقل أعضاء الوفد للرئيس معاناة عكار من التهميش والإهمال، مطالبين بوضعها على خارطة الإنماء الرسمي، وبإقرار قانون إنشاء غرفة تجارة وصناعة وزراعة في المحافظة، لتمكينها من استثمار طاقاتها وأموالها داخل المنطقة بدل استنزافها خارجها.
وفي السياق نفسه، التقى الرئيس عون وفد 'اتحاد جمعيات الضنية' الذي عرض أبرز التحديات التي تواجه أبناء المنطقة من غياب الصرف الصحي وسوء إدارة المياه إلى ضعف الاتصالات وتفاقم مشاكل الزراعة والمخدرات. وقد أكد الرئيس عون تصميمه على متابعة هذه القضايا، معتبرًا أن 'الضنية كما عكار، لها حق على الدولة، وسنعمل على دعمكم بمشاريع تعزز صمودكم في أرضكم
كما أشار الرئيس عون إلى أنّ الحكومة، ومنذ نيلها الثقة، أطلقت مشاريع إصلاحية وتشكيلات قضائية تصبّ في سياق مكافحة الفساد، وقال: 'لبنان ليس مفلساً كما يُشاع، بل يحتاج إلى إدارة سليمة بعيدة عن الفساد. نحن نعمل على مقاربة جديدة تقوم على الشفافية والإصلاح الاقتصادي، وحقكم علينا أن نكون إلى جانبكم'.
وأكد أنّ الإنماء المتوازن ليس شعارًا، بل مسارًا عمليًا تُرجم بإطلاق مشاريع حيوية في الأطراف، قائلاً: 'منطقة الضنية، كما عكار، غنيّة بأهلها ومواردها الطبيعية، ونريد النهوض بها من خلال البنية التحتية والتعليم والصحة والسياحة البيئية'.
أما على المستوى السياسي، فاستقبل الرئيس عون النائب نعمة افرام، الذي وصف زيارته بأنها تأتي في 'أيام مصيرية للبنان'، مشيداً بمواقف الرئيس 'الحكيمة والصلبة'، ومؤكداً الالتزام بقيام دولة منتجة، عصرية، تشبه اللبنانيين الناجحين في العالم.
وقال افرام: 'ما يُطرح اليوم هو أن يكون السلاح الموجود خارج إطار الشرعية تحت إمرة الجيش اللبناني. لا نطالب بنزع السلاح لمصلحة العدو الإسرائيلي، بل بتوحيده تحت مؤسسة الدولة، وهذا حق كل لبناني'.
وأضاف: 'لا يمكن النهوض دون استقطاب رؤوس الأموال. نحن اليوم نعمل بموازنة لا تتجاوز 4 مليارات دولار، في حين أن لبنان كان يُدار سابقاً بموازنة تفوق 18 ملياراً. والمجتمع الدولي مهتم بلبنان، لكن يجب أن نلاقيه بخطوات إصلاحية فعلية'.
في سياق آخر، عرض الرئيس عون مع نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا عمل المنظمات الدولية في لبنان، حيث جرى تقييم مجمل الجهود الإنسانية والاجتماعية والإنمائية في ظل الأزمة القائمة.
واستقبل أيضًا رئيسة جمعية ومعهد 'فيلوكاليا' الأخت مارانا سعد، مع الأب فريد صعب وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، الذين استعرضوا مشاريعهم الثقافية والفنية والاجتماعية، ولا سيما تحويل دير سيدة الزيارة في عينطورة إلى مركز إشعاع ثقافي. وأكد الرئيس عون دعمه للمبادرات الثقافية والفنية، معتبراً أن 'لبنان لا ينكسر رغم كل العواصف، وهو سيقوم من جديد بفضل إيمان أبنائه وتمسكهم بأرضهم وهويتهم'.
وختم عون بالتأكيد على أهمية الإضاءة على الإيجابيات التي تتحقق رغم الصعوبات، مشيدًا بالحراك الثقافي والمهرجانات التي شهدها لبنان هذا الصيف، والتي وصفها بأنها 'مؤشرات اقتصادية واعدة'، داعيًا إلى استمرار العمل من أجل الوصول بالبلاد إلى برّ الأمان.