اخبار لبنان
موقع كل يوم -التيار
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
نكتب عن ست سنواتٍ من الحصار، لا من الحكم. عن عهدٍ بدأ بالأمل، وانتهى بالتشويه المتعمّد. عن رئيسٍ دخل إلى بعبدا مرفوع الرأس، وخرج منها مرفوع الرأس، رغم كل ما أُلقي عليه من افتراء، وكل ما نُسج حوله من مؤامرات.
نكتب عن ميشال عون، الذي لم يأتِ ليُدجّن الدولة، بل ليُحرّرها من منظومةٍ متجذّرة في الفساد، في المحاصصة، في التبعية. ومنذ اللحظة الأولى، بدأوا ينسجون الحبال حول عنقه، لأنهم أدركوا أنه لا يشبههم، ولا يريد أن يكون مثلهم.
نكتب عن الإنجازات التي تم التعتيم عليها، لأنهم أرادوا أن يُطفئوا كل ضوءٍ في هذا العهد. من فجر الجرود، حين طُرد الإرهاب من أرضنا، إلى قانون الانتخاب النسبي، الذي أعاد التمثيل الحقيقي إلى الناس. من التشكيلات القضائية التي وُئدت في الأدراج، إلى ترسيم الحدود البحرية الذي حمى ثروات لبنان، إلى محاولات مكافحة الفساد التي اصطدمت بجدارٍ من الحصانات والصفقات.
كل ملفٍ كان معركة. كل خطوةٍ كانت مواجهة. الإعلام كان موجّهًا ضده، والسياسيون كلهم ضده، حتى من ادّعوا الحلف، تخلّوا. وكأنهم أرادوا أن يقولوا: “لن نسمح لهذا العهد أن ينجح، لأن نجاحه فضيحة لنا جميعًا.”
نكتب لنصارح الشعب بالحقيقة. هل اجتمع “كلن يعني كلن” على ميشال عون لأنه الوحيد الفاسد؟ أم لأنه الوحيد الذي أراد أن يُصلح؟ الوحيد الذي لم يدخل في منظومة المحاصصة؟ الوحيد الذي لم يساوم على السيادة، ولا على الكرامة، ولا على الحقيقة؟
نكتب عن جبران باسيل، الذي وقف في الصف الأول، وتحمّل ما لم يتحمّله أحد. لم يكن وزيرًا عاديًا، بل كان رأس الحربة في مشروع بناء الدولة. قاتل في ملف الكهرباء، في ملف النفط، في ملف النازحين، في ملف التدقيق، في ملف السيادة. وحين اشتدّت المواجهة، فرضوا عليه عقوبات أميركية، لا لأنه سرق، بل لأنه قال “لا” حين كان الجميع يقول “نعم”. لأنه رفض أن يبيع لبنان في سوق المصالح الدولية.
نكتب عن عهدٍ حاولوا دفنه حيًّا، فصار شاهدًا عليهم. عن رئيسٍ لم يُساير، ولم يُبدّل قناعاته. عن رجلٍ قال الحقيقة، ودفع الثمن. عن تيارٍ بقي واقفًا، حين انحنى الجميع.
نكتب… لأننا نعرف أن الظلم لا يدوم، وأن الحقيقة لا تموت.
نكتب… لأن الجنرال خرج من بعبدا مرفوع الرأس، وترك لهم دولةً حاولوا أن يدمّروها، لكنه أبقى فيها بذورًا ستنبت، مهما طال الزمن.
نكتب… لأننا أبناء هذا التيار، أبناء هذه القضية، أبناء هذا الرجل.
نكتب… لأننا لا ننسى.
يتبع …











































































