قراءة في زيارة الوزير الإيراني: من أتقن حياكة السجاد يتقن حتماً فن التلاعب بالألفاظ!

في قراءة لزيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى لبنان، قال الباحث في الشؤون السياسية والأمنية بديع قرحاني لـ'الحدث': 'ليس هناك أيّ تغيير في المشهد إن صحّ التعبير، الشيء الوحيد الذي تغير على الإيرانيين أو على مسؤولي إيران أنّ هناك اليوم رئيس جمهورية للبنان واضح يطالب بحصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، ويطالب أيضاً بحصرية السلاح أيضاً بيد الدولة ولكن عبر الحوار'.

وأشار إلى أنّ 'اللقاء الذي تمّ بين وزير خارجية إيران ووزير خارجية لبنان يوسف رجّي لم يكن ودياً حسب ما سرّب، وقد طالب وزير خارجية لبنان بأنّ يمرّ أيّ عمل ستقوم به إيران عبر الدولة اللبنانية، وأنّ لا إعادة للإعمار قبل حصرية السلاح وتسليم سلاح حزب الله، ووفق ما قال موقع يتبع مباشرة لحزب الله فإنّ الوزير عراقجي أبلغ الوزير رجي أنّ من يطالب بسحب سلاح حزب الله اليوم سيطالب غداً بسحب سلاح الجيش اللبناني'.

وتابع قرحاني: 'هذا يعني أنّ الإيرانيين لم يتغيروا كثيراً ولم يغيروا من استراتيجيتهم تجاه لبنان، فالوزير الإيراني يقول في تصريح علني أنّ إيران ستدعم كل الدول المستضعفة ومن بينها لبنان، ويعني ذلك أنّ العقلية ومحاولة لعب دور داخل لبنان والهيمنة على جزء من القرار اللبناني ما زالت مستمرة، ولا أعتقد أنّ هناك تغيير جوهري من قبل الإدارة الإيرانية تجاه لبنان والنظرة إلى لبنان'.

وتابع: 'في النهاية إيران تبحث عن مصالحها، وكل ما تقوم به يهدف لتأمين المصالح الإيرانية'.

وأردف: 'للأسف لم يكن لبنان وحزب الله إلّا ورقة من الأوراق الإيرانية، وسيحاول الإيرانيون كما فعل اليوم وزير الخارجية أن يلعبوا على الألفاظ من حين إلى آخر لغاية انتهاء التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية والوصول إلى نتيجة إيجابية من وجهة نظر الإيرانيين، وربما، أقول ربما ستغير إيران من نظرتها وتحاول أن تتعاطى مع لبنان من دولة إلى دولة'.

وأوضح أنّ 'الإيرانيين هم الدولة الوحيدة في العالم التي لديها حرفيّو سجاد، وهو سجاد ذو وجهين، وهو متقن. وما أريد قوله أنّ الإيرانيين يستخدمون لغة مزدوجة'.

وتابع: 'المشهد الذي رأيناه اليوم في بيروت، وإن كان فعلاً لدى الإيرانيين حسن نية ولدى حزب الله حسن نية، فماذا كان يفعل نواب حزب الله في مطار بيروت في استقبال وزير خارجية إيران، هل هكذا تكون العلاقة مع الدولة؟'

ورأى قرحاني أنّ 'أفضل ردّ على وزير خارجية إيران بالنسبة لما قاله في مصر وعدم التدخل، هو الاستماع لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي يردد في كل خطاب شكره لإيران لدعمها العسكري والمادي لحزب الله، والحوثيون أعتقد يقومون بنفس العمل'، معتبراً أنّ 'هذا الكلام لا ينطلي على أي أحد، على إيران أن تحمي بمصالحها وهذا حقها، ولكن ليس على حساب الشعوب الأخرى والتمدد كما سبق أن ضحت بلبنان، فنحن نعيش على ركام ولم نستطع بناء بيت واحد في الجنوب ولم يسمح لنا بإعادة الإعمار أساساً، وحزب الله حتى الآن ليس واضحاً ولم يعطِ أيّ مؤشرات إيجابية بأنّه على استعداد لتسليم حزب الله أو على الأقل أن يعلن رسمياً أنّ قرار الحرب والسلم اليوم بيد الدولة أو الدولة بعيداً عن الشعارات الجميلة التي نسمعها من أن يكون لديها شيئاً عملياً، حتى الآن لا يوجد إلّا النظريات والشعارات ولكن على أرض الواقع لم يتحقق شيء'.

وفي الختام قال: 'على الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار الضغط عل إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان وأن تتحمل الدولة اللبنانية رسمياً أيّ انتهاك لهذا الاتفاق من أي طرف كان داخل لبنان'.