اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٦ أذار ٢٠٢٥
«تموّجات لونية»، عنوان معرض الفنان التشكيلي علي زين الدين الذي احتضنه غاليري «escape» الأشرفية، ابتداء من 21 شباط فبراير.
يضم المعرض أكثر من ثلاثين لوحةً، بمواضيع مختلفة ومتناقضة ومتعاكسة، تتجاذبها ألوان مفتوحة ومقفلة، تتوسطها تقاطعات لونية مفاجئة، تأخذ الشكل باتجاهات مختلفة، لتستقر عند حدود المعنى المتقاطع، حيث تندرج التفاصيل 'الشلّالية' اللونية وتتكثف في انتشارها، وتتوزع ضمن اطار واسع ومفتوح أيضا على انسيابية متحولة، وتتناول كلٌّ لوحة موضوعاً مختلفاً ودلالات مكثفة، وتدخل جميعها في استكشاف التدرّجات اللونية وشفافيتها.
التموجات اللونية في لوحة علي، عصفت وهاجت لتتوحد في 'زوبعة' لونية، وثمة لوحة انجدلت ألوانها، لولبياً، وغُزِلت في ذاتها، في مساحة تحليقها، وعامود ارتفاعها ودورانها
عملية تفكيك الألوان وإعادة تركيبها للوصول إلى طيفٍ واسعٍ من الدرجات اللونية الموزّعة بأسلوبٍ فنيٍّ متناسق،أسلوب اعتمده الفنان، يحمل في تحولاته 'رشقات' لونية تنتشر كرذاذ واسع التشكل والتمدد داخل الاطار وصولا الى ما يفيض خارج الاطار نفسه.
التموجات اللونية في لوحة علي، عصفت وهاجت لتتوحد في 'زوبعة' لونية، وثمة لوحة انجدلت ألوانها، لولبياً، وغُزِلت في ذاتها، في مساحة تحليقها، وعامود ارتفاعها ودورانها، لتستقر في اللاستقرار، حيث تصاعد التموج وارتفع منسوب مداراته في الناحية الغامضة من التوصيف والتعبير.
الوان متحركة
غير أن حشد الألوان في اللوحة، ساهم بركود التعبير، فأصيبت مقاصد اللون بتمهل وبطء، الأمر الذي أفضى الى ألوان متحركة، بتموجات مفاجئة، ربما ليست في الحسبان، لم يحسب الفنان هذا التشكيل اللوني بحساب وعي الخيال، ربما نظر في عميق التعبير الجمالي، وقطف منه خياله الخاص، ولوحة المرأة المتدرجة بحسنها في لوحته، تحمل كل هذا التوليف والتوظيف والبناء، المعتمد على شطحات خيالاته الواسعة.
ينطلق الفنان الى ريشته ولوحته بدافع عاطفي يشوبه الشعر والخيال، طاقة إيجابية تحرضه على الرسم، ودافع ابداعي الى فسحة الجمال.
ألوان قوية فاقعة تتأرجح بين نابضة وخافتة ومشرقة وزاهية، أدخلها زين الدين أو دخلت من تلقاء خياله، فتشكلت فسحة أمل وفرح وقلق وحيرة.
المرأة والطبيعة والوجود، عناوين ليست حكراً على الفنان علي، انما تداولها كل مبدع وكل مفكر ومهتم بالفن، لكن زين الدين قاربها وخاطر بوصفها وتعريفها، من خلال حركة وعيه لريشته المثقلة بهموم اللون ومشتقات الابداع والابتكار.
كأنه لا يرسم غير الجمال والأمل والسعادة، لكنه أيضا يقارب القلق الذي يؤرق التأمل، لذلك تبدو لوحته فعل مزاج، فالمزاج أساسي في الفن وفي أغلب الفنون، فهو يرفض أو يبتعد عن صورة المعاناة ومشهدية القسوة، ويركن إلى سلاسة الفعل والحركة والنشاط الجمالي، وطبعا ليس هربا من المأساة بقدر ما هي نزعة قوية نحو الأمل، تتملكه.