اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
في مشهد يعكس استمرار التوتر في الجنوب السوري، تجددت الاشتباكات في مدينة السويداء، وسط تصاعد القلق من عودة الفوضى الأمنية إلى المنطقة التي شهدت هدوءًا نسبيًا في الأشهر الماضية. ويأتي ذلك بالتوازي مع غارات إسرائيلية جديدة استهدفت مواقع داخل الأراضي السورية، على الرغم من تعهدات سابقة من تل أبيب بتفادي التصعيد، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في الجنوب السوري، وتداعيات ذلك على التوازنات الإقليمية المعقدة.
وفي التفاصيل، تجددت الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلين دروز محليين في مدينة السويداء بجنوب سوريا صباح اليوم، بعد ساعات من إعلان وقف لإطلاق النار.
وذكر موقع 'السويداء 24' المحلي للأنباء أن المدينة والقرى المجاورة تعرضت لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف المورتر صباح اليوم، بينما حملت وزارة الدفاع السورية، في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، جماعات خارجة عن القانون في السويداء مسؤولية انتهاك الهدنة.
كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في جنوب البلاد، وذلك عقب تنفيذها 3 غارات جديدة على أطراف محافظة السويداء، ورابعة استهدفت اللواء 52 بريف درعا الشرقي، وذلك بحسب “العربية”.
في هذا السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: 'سنتجه للتصعيد ضد القوات السورية إذا لم تنسحب من السويداء'.
وأضاف: 'على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء ويسحب قواته إلى الوراء'.
وتابع: 'لن نتخلى عن الدروز في سوريا وسنفرض سياسة نزع السلاح التي قررناها'.
الضغط الأميركي والجهود للتهدئة
بدوره، ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، نقلًا عن مسؤول أميركي، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل التوقف عن مهاجمة قوات الجيش السوري في جنوب البلاد.
وأوضح مراسل “أكسيوس” براك رافيد في منشور على منصة “إكس”، نقلاً عن المسؤول الأميركي، أن إسرائيل أبلغت الأميركيين بأنها ستوقف الهجمات مساء الثلاثاء.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إن الاشتباكات الأخيرة في جنوب سوريا “مقلقة”،، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن العمل جار من أجل “التهدئة”.
وكتب باراك في منشور على منصة “إكس”: “نحن منخرطون بشكل فعّال مع جميع المكوّنات في سوريا بهدف التوجّه نحو التهدئة”، مضيفًا: “الاشتباكات الأخيرة في السويداء مقلقة لجميع الأطراف، ونحن نحاول الوصول إلى نتيجة سلمية وشاملة للدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية”.
وأضاف المبعوث الأميركي أن “سوء التوجيه وضعف التواصل يمثلان التحدي الأكبر في ضمان التكامل السلمي والمدروس لمصالح كل طرف”. وأشار إلى أن واشنطن تجري مناقشات مباشرة ونشطة ومثمرة مع جميع الأطراف للتحرك نحو الهدوء والتكامل.
تدخل الجيش السوري
يأتي هذا بينما انتشرت القوات الحكومية السورية، الثلاثاء، في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا.
واندلعت مواجهات، الأحد 1372025، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. ودفعت تلك الاشتباكات السلطات إلى إرسال تعزيزات إلى المنطقة بهدف عودة الهدوء وفض الاشتباكات.
وأعلنت وزارة الدفاع، الثلاثاء، عن وقف إطلاق نار في المنطقة بعد اتصالات بين السلطات ووجهاء في السويداء، أتبعها إعلان دخول القوات الحكومية إلى المدينة.
وكانت المدينة التي يقطنها 150 ألف نسمة، قبل دخول الجيش السوري، تحت إدارة فصائل درزية محلية تتولى الأمن فيها.
من جهتها، قصفت إسرائيل منذ الاثنين مواقع عدة للقوات السورية في السويداء.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه على منصة “إكس”: “الضربات الإسرائيلية كانت رسالةً وتحذيرًا واضحًا… لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا”.