اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
عاد ملف السلاح الفلسطيني إلى الواجهة مجددًا مع بدء تنفيذ خطة تسليمه إلى الدولة اللبنانية. فقد انطلقت قبل أيام قليلة عملية تسليم السلاح الفلسطيني، من مخيّم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، كخطوة أولى لتطبيق مقررات القمة اللبنانية – الفلسطينية التي عقدت بتاريخ 21 أيار الماضي بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس، والتي أكدت سيادة لبنان على كامل أراضيه، وبسط سلطة الدولة وتطبيق مبدأ حصرية السلاح.
فيما تقاطع الموقف اللبناني مع الموقف الفلسطيني الرسمي والذي عبّر عنه مجددًا مسؤول 'فتحاوي'، إذ أشار إلى أن الحركة اتخذت قرارًا باستكمال خطوة تسليم السلاح من مخيمات الجنوب الثلاثة: الرشيدية، والبص، والبرج الشمالي، من دون أن تحدد 'ساعة الصفر' لذلك، بانتظار استكمال الجردة وآلية التنفيذ.
وبين الموقفين، يُتوقع أن يعيد رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية الحرارة إلى التواصل والحوار مع 'تحالف القوى الفلسطينية' في إطار مسارين لبنانيين، مؤكّدًا أن القرار قد اتُّخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وأن الحوار سيكون حول التوقيت والآلية.
ويكمن التحدّي الأبرز بالتزام معظم التنظيمات الفلسطينية على اختلافها العقائدي بقرار السلطات اللبنانية، علمًا أن عددًا منها وبالتزامن مع تسلّم الجيش شاحنتي ذخيرة من مخيم برج البراجنة، سارع إلى إصدار بيان وزّعه المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، أكدوا فيه أن 'ما يجري داخل مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة فتح'. وجزموا بأن 'السلاح لم ولن يكون إلا سلاحًا مرتبطًا بحق العودة وبالقضية الفلسطينية العادلة'.
في المقابل، أكدت منظمة التحرير التي تنضوي تحت لوائها فصائل عديدة، التزامها بقرار الحكومة اللبنانية، من دون أن يصدر قرار مماثل من تنظيمات أخرى على خلاف مع منظمة التحرير.
علمًا أنه يوجد في لبنان عدة فصائل فلسطينية، منها حركة 'فتح'، وهي أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة 'حماس'، فضلا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين'، 'الجبهة الشعبية – القيادة العامة'، و'عصبة الأنصار' و'جند الشام'، وهما فصيلان متطرفان ينشطان في مخيم عين الحلوة ويُعدان من بين الأكثر تطرفًا.
مخيم المية ومية
فيما شهد مخيم المية ومية، في فترات سابقة اشتباكات من أجل إخضاعه لسيطرة حماس بتعاون بينها وبين الجهاد وأنصار الله (تنظيم بقيادة جمال سليمان) التي تتبع مباشرة لحزب الله والمخابرات السورية في النظام السابق، إلا أن المعركة النهائية حُسمت لصالح فتح، وعاد المخيم لسيطرتها بمساعدة قوات الأمن الوطني'.
أما مخيم عين الحلوة فيبقى التحدّي الأبرز أمام تنفيذ قرار سحب السلاح الفلسطيني نظرًا لتمركز العدد الأكبر من الفصائل التابعة لحركة حماس داخله.
مخيمات الشمال
في حين يخضع مخيم نهر البارد (شمال لبنان) بكامله للجيش اللبناني منذ حسمه لمعركة فتح الإسلام عام 2004.
كما أن مخيم البداوي في شمال البلاد بات تحت سيطرة حركة فتح وقوات الأمن الوطني التابعة لمنظمة التحرير، وذلك بالتعاون بين الحركة والجيش اللبناني.
البقاع لمنظمة التحرير
وفي البقاع، وتحديدًا في بعلبك، هناك مخيم 'ويفل' أو الجليل كما يُسمّى، وهو مخيم صغير، لأن 80 بالمئة من سكانه هاجروا خارج لبنان، وهو الآن بات تحت سيطرة منظمة التحرير بعد سقوط النطام السوري السابق.
مخيمات بيروت
أما بالنسبة لمخيمات العاصمة بيروت، فإن السيطرة بشكل كبير لمنظمة التحرير.
ففي مخيم مار الياس، هناك تواجد لمكاتب خدماتية ولوجستية واجتماعية تابعة للسلطة الفلسطينية.
وفي مخيم شاتيلا، فإن معظم سكانه باتوا من المهاجرين، وما تبقّى شارع صغير يسكن فيه فقراء ومعوزون.
يذكر أنه يُفترض أن تنجز أجندة تسليم السلاح الفلسطيني على ثلاث مراحل، تبدأ من مخيم البرج في بيروت، يليها مخيم البصّ في صور جنوب لبنان، ثمّ مخيّم البداوي في الشّمال ومخيّم الرشيديّة في الجنوب.
وفي مطلع العام، تسلّم الجيش اللبناني خمسة مراكز أمنية لفصائل فلسطينية مسلّحة وهي قوسايا والسلطان يعقوب ووادي حشمش في البقاع شرق لبنان، وعين البيضا والناعمة في جبل لبنان، وهي تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد سلمت هذه المراكز بما فيها من أسلحة إلى الجيش.
ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' في لبنان 489293 فلسطينيًا، إلا أن الأرقام الفعلية تشير إلى تقديرات أقل، حيث يُعتقد أن العدد الحقيقي يقارب الـ300 ألف.
بينما يتوزّع اللاجئون الفلسطينيون على 12 مخيمًا هي مخيم عين الحلوة وهو الأكبر، مخيم الميّة وميّة، مخيم الرشيدية، مخيم البص، البرج الشمالي، ومخيم برج البراجنة، ومخيم صبرا وشاتيلا، ومخيم مار إلياس في بيروت، ومخيم نهر البارد شمال لبنان، والبداوي شمال لبنان، ومخيم الويفل في بعلبك ومخيم ضبية في جبل لبنان.