اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
قال رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ، في حديث تلفزيوني، إن الأمين لعام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، يبدو وكأنه يعيش على كوكبٍ آخر وبعيد تماماً عن الواقع.
وردّاً على قوله إنّ 'الحزب' لا ينوي تسليم سلاحه، قال جعجع: 'هو يؤخّر حصر السلاح في يد الدولة، ولكن هناك أيضاً من يتأخّر في فرض هذه الحصرية'. وأكّد أن الدولة هي صاحبة القرار، مشيراً إلى أن 'قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت. الدولة هي من يجب أن تفرض سلطتها'.
وأوضح جعجع أن المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية لحسم ملف السلاح واضحة، وقال: 'حتى رئيس الجمهورية، في أحد خطاباته، أو في أحد تصريحاته، قال بوضوح: من الآن وحتى نهاية العام، ونحن جميعًا متّفقون على هذا الإطار الزمني'.
وشكر جعجع رئيس الحكومة نواف سلام على مواقفه، قائلاً: 'إنني أُوجّه تحية كبيرة لرئيس الحكومة بسبب المواقف التي يتخذها، والتي أراها واضحة جدًّا'. وأوضح موقفه من الدعوات إلى الحوار لتسليم السلاح والتهدئة، قائلاً: 'لا أحد يتحدث عن صدام، ولا أحد يريد صداماً، ولا أحد سيسعى إلى صدام'، ولكنه شدّد في المقابل على أن 'الدولة يجب أن تفرض هيبتها وسلطتها، فالدولة إما أن تكون ذات سيادة، أو لا تكون. ولا مجال للّعب في هذا الشأن'.
وشدّد جعجع على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، وقال: 'أنا أتفهم جيداً ما يقوم به رئيس الجمهوريّة في موضوع السلاح، ولكن برأيي الشخصي أنه كان عليه أن يقول لهم منذ اللحظة الأولى: أيها الشباب، اللعبة انتهت هنا. أخبروني فقط، هل تودون إرسال سلاحكم إلى إيران؟ أم بيعه؟ أم تسليمه إلى الجيش؟ قرروا بأنفسكم، ولكن هذا هو الإطار الزمني للمسألة، باعتبار أنه لا يجوز أن يكون الحوار مفتوحًا إلى ما لا نهاية لعشر سنوات أو أكثر'.
أما بالنسبة للشروط التي يتكلّم عليها 'حزب الله' لتسليم سلاحه، على غرار الانسحاب الإسرائيلي، إعادة إعمار ما تهدّم، وعودة الأسرى، قال جعجع: 'أولًا، ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط. الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة الحق في ذلك'.
أضاف: 'إن أردتَ إخراج إسرائيل من لبنان، والعودة إلى وضع طبيعي، فأنت بحاجة إلى أمر واحد أساسي: التخلّص من سلطة حزب الله'.
وعن سبب عدم إدراج الرئيس نواف سلام بند 'حصر السلاح' كبندٍ وحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء، قال جعجع: 'لقد أدرجه. الرئيس نواف سلام وضع هذا البند، وهو يُنسّق مع رئيس الجمهورية بشكل دائم في شأنه. رئيس الجمهورية يقول إنه يحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الأمور بالشكل الأنسب، ولا بأس، لكن ما لا نريده هو أن يضيع هذا الوقت دون نتائج'.
وعن الوضع الإقليمي، وما يشهده من تراجع لـ'محور الممانعة'، قال جعجع: برأيي، لم يتراجع محور الممانعة فحسب، بل انتهى بالكامل. نعم، الآن هم في مرحلة تصفية ما تبقّى.
وتحدث جعجع عن التحولات في سوريا، قائلاً: 'سوريا دخلت لعبة المنطقة من بابها العريض، بل من الباب الدولي أيضًا'. وعلّق على تصريح الرئيس أحمد الشارع، بالقول 'استوقفني هذا التصريح كثيرًا. لأوّل مرة أسمع أحدًا يتحدث بمنطق سليم'.
وعما إذا كان من الممكن لسوريا أن تسبق لبنان في اعادة الإعمار، قال جعجع: 'إذا بقي لبنان على حاله، نعم، ستسبقه سوريا. لكن لبنان يمتلك مقوّمات النهوض كلها، ويمتلك إجماعًا دوليًّا وعربيًّا هائلًا. لكنه سيخسر هذا الدعم، إن لم يتحرّك في الأسابيع القليلة المقبلة نعم، أسابيع، لا أشهر. وأرجو أن يكون ملف السلاح الفلسطيني هو البداية الجادة'.
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن للبنان أن ينهض من دون أن ينضم إلى اتفاقيات 'أبراهام'، قال جعجع: ' نعم، بالتأكيد يستطيع، على الأقل أن ينهض بكامل قوّته إن أصبح دولة فعلية. ولكي يصبح دولة فعلية، عليه أن يُمسك بقراره العسكري والأمني. وهذا لا يتطلّب شيئًا خارقًا.