اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
بالرغم من المشهد العربي الملبّد بالحروب والتصدعات، تتجه الأنظار نحو بغداد، حيث تنعقد القمة العربية الرابعة والثلاثون يوم السابع عشر من الشهر الجاري؛ قمة ليست كسابقاتها في الشكل فقط، بل في التوقيت أيضاً.. إذ تأتينا والعالم يغلي فوق صفيح من نار: نزاعات لا تهدأ، تحالفات تتغير، وقضية واحدة تتصدر المشهد وتدمي القلوب.. غزة تنزف منذ 17 شهراً، والعالم يكتفي بالمشاهدة.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تتوقف آلة الحرب عن طحن الأرواح والحجارة. أكثر من 53 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، وتدمير ممنهج لكل ما يمتّ للحياة بصلة. الاحتلال يواصل جرائمه، لا رادع سياسي ولا أخلاقي، بينما يطلق قادته تصريحات لا تقل وحشية عن أفعالهم: دعوات لتجويع الغزيين، لقصفهم بالأسلحة المتنوعة، لاقتلاعهم من أرضهم وتهجيرهم قسرا؛ كل ذلك يجري تحت سمع وبصر عالم مرتبك، عاجز، ومزدوج المعايير.
القمة العربية في بغداد تنعقد بعد سلسلة قمم سابقة – في البحرين، الرياض، والقاهرة – لم تفلح إلا في إطلاق بيانات متواضعة لا ترقى لحجم الكارثة. واليوم، يراهن كثيرون على أن تكون قمة بغداد نقطة تحوّل.. أو على الأقل بداية لموقف عربي أكثر وضوحا وحزما.. فهل تحمل هذه القمة أوراق ضغط حقيقية؟ هل تستطيع كسر الجمود وتحريك المياه الراكدة في نظام عالمي فقد بوصلته الأخلاقية؟
في المقابل، يواصل نتنياهو لعبة الهروب إلى الأمام. لا أهداف تحققت، لا أسرى تم استرجاعهم، ولا حسم ميداني يلوح في الأفق. أما إقليمياً، فقد تراجعت إيران خطوة للوراء، واختارت التموضع الدفاعي، ما زاد من عزلة إسرائيل.
ومع استمرار المقاومة، وتعاظم ثمن الحرب، بدأت أصوات في الداخل الإسرائيلي تهمس بأن الحرب طالت أكثر مما يجب… لكنها لم تحقق شيئا.
اليوم.. تقف بغداد أمام اختبار حقيقي. ليس فقط أمام التاريخ، بل أمام كل أم فلسطينية دفنت أبناءها، وأمام كل طفل في غزة ينام على صوت القصف. فهل تكون هذه القمة صوتا عربيا مختلفا؟ أم تكتفي كغيرها بالصمت… والبيانات؟