اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تحركات سياسية وأمنية مصرية تصاعدت منذ أيام على الجبهة اللبنانية، تستهدف «الحفاظ على وحدة لبنان، وتجنب عودة الصراع مرة أخرى في الجنوب مع إسرائيل»، حسب مصدر مصري مسؤول تحدث لـ«الشرق الأوسط»، عن حشد إقليمي ودولي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.
واستضافت القاهرة، الأحد، الاجتماع العاشر للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، برئاسة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونظيره اللبناني نواف سلام. وحسب مجلس الوزراء المصري، ناقش الاجتماع «ملفات التعاون المشترك»، كما دعا مدبولي إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي توجد فيها داخل لبنان.
وفي القاهرة، شدد رئيس الوزراء المصري، الأحد، على «دعم بلاده للجهود السياسية والدبلوماسية التي تستهدف تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان»، وأشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني إلى أن «علاقات البلدين تشهد زخماً الفترة الأخيرة، وأن الدعم المصري يستهدف تحقيق نهضة حقيقية للبنان في كل المجالات».
وتستهدف القاهرة زيادة التعاون مع بيروت في قطاع الطاقة، وفق مدبولي، وقال إن «بلاده تعي احتياجات لبنان من الطاقة خلال الفترة المقبلة»، وأشار إلى أن «مصر تستهدف زيادة حركة التبادل التجاري بين البلدين، ودعم الاستثمارات المشتركة، خصوصاً في مجال الأدوية».
ووصل حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان مليار دولار، العام الماضي، وفق مجلس الوزراء المصري.
بينما دعا نواف سلام القاهرة إلى دعم بلاده فيما تواجهه حالياً من تحديات، وأشار إلى أنه «يثق بقدرة مصر على تقديم الدعم السياسي للبنان، بعد نجاحها في وقف إطلاق النار في غزة».
في المقابل، أشار مدبولي إلى أن «بلاده تتابع الوضع الأمني في الأراضي اللبنانية، وترفض أي وجود إسرائيلي على أراضيها»، كما تعمل في الوقت نفسه على «اتخاذ الخطوات اللازمة لتثبيت الوضع القائم في لبنان».
عبد العاطيوشدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني في القاهرة صباح الأحد، على «ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية»، وأكد أن «موقف بلاده الثابت لدعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها».
وتتبنى القاهرة رؤية تستهدف «إجراء مفاوضات بين لبنان والجانب الإسرائيلي؛ بهدف وقف إطلاق النار، وانسحاب تل أبيب من الأراضي اللبنانية»، وفق المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، وأشار إلى أن «القاهرة اقترحت توسيع اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل المعروفة باسم (الميكانيزم)».
وتتضمن لجنة «الميكانيزم» ممثلين عن لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا و«يونيفيل»، ويرأسها جنرال أميركي. وشُكّلت اللجنة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 26 تشرين الثاني 2024، وحلت مكان اللجنة الثلاثية (لبنان وإسرائيل و«يونيفيل») التي كانت تعقد اجتماعاتها قبل إطلاق «حزب الله» حرب الإسناد في 8 تشرين الأول 2023.
وأوضح الرز، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «القاهرة اقترحت توسيع عضوية اللجنة، بمشاركة دول عربية أخرى، بهدف إحباط أي مخطط إسرائيلي، يستهدف ضرب جنوب لبنان مرة أخرى، تحت ذريعة نزع سلاح (حزب الله)»، ورأى أن «تل أبيب لا تريد وقف إطلاق النار في لبنان، وتريد التفاوض تحت النار».
بينما يعتقد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير حسين هريدي، أن «استمرار احتلال القوات الإسرائيلية لخمسة مواقع في الجنوب اللبناني، العقبة الأساسية أمام تثبيت وقف إطلاق النار»، وقال إن «من الصعب الحديث عن نزع سلاح (حزب الله)، في وقت لم تنسحب فيه تل أبيب من الأراضي اللبنانية».
ويرى هريدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الموقف الأميركي سيكون حاسماً في هذا الملف»، مشيراً إلى أن «القاهرة تعمل على الحفاظ على وحدة الأراضي اللبنانية، وتعمل في الوقت نفسه على دعم مقاربة الرئيس اللبناني لحفظ الاستقرار الداخلي، إلى جانب تقديم المساعدات التي يحتاج إليها لبنان في هذه الظروف».
وشهد اجتماع اللجنة العليا المصرية اللبنانية، التوقيع على 15 مذكرة تفاهم واتفاق بين القاهرة وبيروت في مجالات مختلفة، حسب مجلس الوزراء المصري.











































































