اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
يؤثر التنمر المدرسي سلبًا على اللغة من خلال إعاقة النمو الاجتماعي والوجداني والمعرفي للضحايا، مما يؤدي إلى ضعف مهارات التواصل والتعبير.
ويشمل هذا التأثير الإعاقات في القدرة على التعبير المناسب، وفهم الرسائل اللفظية وغير اللفظية، والتعامل معها بشكل فعال.
كما أن الاستخدام المتكرر للغة المسيئة في التنمر اللفظي يقلل من قيمة التواصل ويشجع على استخدام اللغة العنيفة والعدوانية، مما يؤثر على قدرة الضحايا على التعبير عن أنفسهم بوضوح وثقة.
د.بلوط
لتسليط الضوء على هذا الموضوع التقت «اللواء»الدكتورة في الغلاج النفسي والأستاذة الجامعية سيلفا بلوط،فكان الحوار الأتي:
عنف متكرر
ـ ما هو التنمر المدرسي؟
«يعد التنمر ، عموماً، شكلاً من أشكال العنف المتكرّر واللاعقلاني وأيضاً الهادف إلى تدمير الآخر ، بحيث يصل إلى مستوى يتفلّت من أي قيود.
وبالطبع، عندما نتكلم عن التنمر المدرسي يعني الحديث عن الذي يحصل داخل المؤسسات التربوية.»
- هل هناك أشكال للتنمر المدرسي؟
«نعم، هناك التنمر الكلامي الذي يحوي السخرية والإهانات والتجريح، وهناك الإجتماعي الذي يتمثل في النبذ ، إلى جانب الجسدي المتمثل في الاعتداء الجسدي والتهديدات، و التنمر السيبراني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».
خطورة وأذى نفسي
- كيف تظهر انعكاسات التنمر ؟
«يصيب التنمر الحياة في نواحيها كافة، بدءً من النفسية والاجتماعية مروراً بالجسدية والمهنية، وصولاً إلى اللغوية، إن صح التعبير.»
- إلى مدى يؤثر التنمر المدرسي على الجانب اللغوي من حياة التلميذ «الضحية» ؟
«لا بد من أن نشير أولاً إلى أن الكثير من التلامذة الذين يعانون الصعوبات اللغوية يتعرضون إلى التنمر من قبل الآخرين في المدرسة.
ويحمل هذا الامر بالطبع خطورة وأذى نفسياً كبيراً لهؤلاء.
أما فيما يتعلق بتأثير التنمر المدرسي على التواصل اللغوي ، فإنه لا ينحصر فقط في اضطراب اللغة كالتأتأة والكف عن الكلام وضعف في التفاعلات الكلامية....الذي يضعف تقديره لذاته، بل يتعداه إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية نتيجة الضغط النفسي المصاحب للقلق النفسي الذي قد يصل في أحيان كثيرة إلى الاكتئاب المسبب الأول للانتحار أو لمحاولاته.
يطال أيضاً هذا التنمر الاداء المدرسي للتلميذ «الضحية» ، فيتراجع و يصل في حالات معينة إلى ترك المدرسة تفادياً للشعور بالالم النفسي والخجل ووالدونية.»
دور هام للمعلمين
- كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تتجاوز الحياة المدرسية لتطال نواحيها كافة؟
«أولاً، يقع على عاتق المعلمين دوراً مهماً من خلال حث التلاميذ على التعامل باحترام بين بعضهم البعض، والتنبّه إلى أي من مظاهر هذا التنمر. و يأتي دور أخصائي تقويم النطق الذي يعد أساسياً في إعادة تأهيل التلميذ «الضحية» من خلال برامج كOBPP و Kiva. وفيما يتعلق بمهمة المعالج أو الأخصائي النفسي، فإنه يقوم بالدور الأبرز من خلال العلاج السلوكي المعرفي الذي يعيد بناء تقدير الذات للتلميذ و يحسن تواصله ويعزز ثقته في نفسه ليتمكن من الثقة في مهمة أخصائي تقويم النطق نفسها.
باختصار، يكمن دور المعالج النفسي وأخصائي تقويم النطق في تمكين التلميذ الضحية على استعادة تكيفه مع نفسه ومحيطه من خلال مساعدته على استعادة تقديره لذاته».