اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
في قلب بيروت، حيث تتداخل ذكريات الماضي مع آمال المستقبل، تستعيد الأسواق نبضها ببطء بعد سنوات من الركود والاضطراب. وكانت العاصمة اللبنانية، قد شهدت تحولات دراماتيكية حولتها إلى مدينة أشباح. لكن اليوم، ومع بوادر الأمل التي تلوح في الأفق، تعود الحياة تدريجياً إلى شرايين وسط المدينة. ومع فتح محلات تجارية جديدة واستقطاب علامات تجارية عالمية لأول مرة في لبنان، أصبحت أسواق بيروت نقطة جذب رئيسية للمستثمرين والمتسوقين على حد سواء. فهذا الانتعاش التجاري لا يقتصر فقط على زيادة عدد المتاجر، بل يشمل أيضًا تحسين البيئة العامة للمدينة من خلال إنارة الشوارع وتجميل المساحات العامة.
95 علامة تجارية عالمية في الأسواق
أفاد مدير عام أسواق بيروت، أديب النقيب، لصحيفة نداء الوطن بأن 'أسواق بيروت تشهد حاليًا انتعاشًا لافتًا يُترجم بارتفاع كبير في نسبة الإشغال، التي وصلت إلى 85%. وتُشير التوقعات إلى تجاوز هذه النسبة 90% خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما يتزامن مع الافتتاح التدريجي لـ25 علامة تجارية جديدة. وحتى الآن، أعادت 95 علامة تجارية معروفة فتح أبوابها في الأسواق، مما يُعد مؤشرًا واضحًا على تعافي السوق'.
وأشار النقيب الى أن 'أسواق بيروت شهدت دخول علامات تجارية للمرة الاولى في لبنان وحصرية مثل Alo Yoga –Zara Cafe -The Giving Movement- Eataly، بالاضافة الى TUMI الذي اعاد افتتاح محله حصريا في اسواق بيروت ومتجر Rolex الذي سينتقل بحلة جديدة فقط في اسواق بيروت، ما يعكس ثقة كبرى العلامات بالموقع وقدرته على استقطاب الزبائن'.
وأوضح أن 'الجهود المبذولة أثمرت عن إعادة فتح عدد كبير من المحلات والعلامات التجارية الشهيرة، ومن أبرزها مجموعة Azadea، وPearl Brands، وAishti، وغيرها من الأسماء البارزة التي عادت لتنشط في الأسواق'.
تطوير مستمر للبنية التحتية
تطوير البنية التحتية في الأسواق يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية التحسين المستمر التي تتبناها العديد من الأسواق التجارية. ويهدف هذا التطوير إلى رفع جودة تجربة الزائر وتحسين الخدمات المقدمة.
وأكد النقيب، أن الأسواق تشهد عملية تطوير متواصلة للبنية التحتية تهدف إلى رفع جودة تجربة الزائر. وقد شملت هذه العملية حتى الآن تجديد نظام مواقف السيارات، وتحديث أنظمة المراقبة (CCTV) وطاقم الأمن، بالإضافة إلى تحسين المرافق العامة مثل المقاعد الخشبية، الأرضيات، والمساحات الخضراء.
وأضاف أن 'العمل جارٍ كذلك على إعادة تفعيل برنامج الولاء (Loyalty Program)، الذي سيتيح للزوار كسب نقاط مقابل كل عملية شراء واستبدالها فورًا في متاجر أخرى ضمن الأسواق. ويهدف هذا البرنامج إلى جعل تجربة التسوق أكثر تفاعلية'.
تجربة متكاملة تنتظر الزوار من الخليج
مشروع أسواق بيروت، وفقًا للنقيب، هو تعبير حيّ عن الصمود اللبناني، عن إرادة النهوض رغم كل الظروف والتحديات، و'النجاح الذي نشهده اليوم لم يكن ليتحقق لولا ثقة اللبنانيين ودعمهم، وهو ما يدفعنا للاستمرار في تقديم الأفضل'.
كما رحّب النقيب بالأشقاء من دول الخليج، قائلاً: 'ندعوهم لزيارة أسواق بيروت، حيث تنتظرهم تجربة راقية ومتكاملة تجمع بين التسوق، الضيافة، والترفيه'.
في الختام، إن أسواق بيروت ليست مجرد مبانٍ أعيد ترميمها، بل هي قصة أمل تُروى، وشهادة حية على أن روح بيروت لا تقهر. ففي كل زاوية من زواياها، وفي كل ضحكة تتردد بين جنباتها، تتجلى إرادة شعب يرفض الاستسلام، ويصر على بناء الغد بأيادٍ ملؤها الحب والأمل.