اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٥ أيلول ٢٠٢٥
لطالما شكّلت المُغامرات لا سيّما رياضة الطيران الشراعي، وسيلة للهروب من هموم الأرض عبر التّحليق في الهواء والتمتّع بالهدوء والمناظر الخلّابة. لكن في الفترة الأخيرة، يبدو أنّ الصّورة تغيّرت مع حوادث متكرّرة بعضها مأساوي ما جعل النّاس تسأل: هل بعد في أمان بهالرياضة؟.
منذ بداية العام الحالي، شهدت مناطق مثل جونية حوادث مؤلمة. في أيّار، توفّي شاب خلال ممارسته الطيران الشراعي وتبيّن لاحقاً أنّه لم يكن مربوطاً بشكلٍ مُحكم بالمظلّة ما أدّى إلى سقوطه من علوٍّ شاهق. وفي حادثة أخرى، اصطدم طيار شراعي بالجدار الفاصل أثناء الهبوط، ما أدى إلى إصابته وراكبه بجروحٍ بالغة... هذه لمحة بسيطة عن الحوادث البسيطة التي كان آخرها سقوط شخصين من طائرة شراعيّة في حرج حريصا، تعرّضا لإصاباتٍ متفرّقة بعدما علق أحدهما على شجرة فيما سقط الآخر أرضاً.هذه الحوادث دفعت السلطات إلى اتّخاذ إجراءات صارمة، فقد أصدر المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان قراراً بمنع الطيران الشراعي من منصّات الإقلاع في حريصا وغوسطا وحظر الهبوط في جونية حتى إشعارٍ آخر، ريثما تُستكمل التحقيقات. من جهتها، أصدرت وزارة الشباب والرياضة تعميماً جديداً يُحدّد معايير السّلامة العامة ويمنع ممارسة بعض أنواع الطيران الشراعي غير المُعتمدة تحت طائلة إلغاء التراخيص والمُلاحقة القضائيّة. كما أصدرت الوزيرة نورا بيراقداريان قراراً بتجميد تراخيص بعض الأندية لعدم التزامها بمضمون كتاب الوزارة لحين تسوية أوضاعهم عملاً بالقرارات والتعاميم الصادرة.
هنا، يؤكّد مؤسّس أول نادي طيران شراعي في الشرق الأوسط رجا سعادة أنّ القطاع لم يُضرَب أبداً، فما زلنا أفضل من غيرنا في الحوادث، ولكن من المعروف أن المخاطر موجودة دائماً في كلّ تجربة طيران شراعي، مثله مثل التزلّج ورياضات أخرى. ويكشف سعادة، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ العمل جارٍ على قدم وساق لإنقاذ القطاع، بعد تحرّك وزيرة الشباب والرياضة وفريقها في الوزارة فهم يبذلون جهودهم من أجل تشكيل اتحاد وتنظيم القطاع، لافتاً إلى أنّنا دائماً ما كنّا نُطالب بتنظيم القطاع وتشكيل اتّحاد ويبدو أنّ الأمر يسير على الطّريق الصّحيح.كما يرى أنّ المُشكلة تكمن في وجود 13 نادٍ من دون اتحاد، كلّ نادي بيشتغل متل ما بدّو من دون مرجعيّة تتحمّل المسؤوليّة، ولكن هذا الواقع قد يتغيّر قريباً مع تشكيل اتّحاد وتعيين شخص على رأسه للعمل على تنفيذ كلّ الشروط التقنيّة ونصبح عضواً في الاتحاد الدولي للطيران الشراعي مع تنفيذ الشروط نفسها.وفي سياقٍ آخر، يُشدّد سعادة على أنّ رياضة الطيران الشراعي تعكس صورة لبنان الجميلة وهي على عكس ما يُشاع اليوم، فالتّجربة مذهلة وتُسلّط الضّوء على بلدنا الجميل سياحيًّا وإنمائيًّا، بعيداً من مشاهد القتل والحرب السّائدة في هذه الفترة، لافتاً إلى انّ هذا هو لبنان الذي نُريده، متطوّراً وجميلاً مع مناظره الخلّابة وسياحته الجميلة.
الطيران الشراعي ليس رياضة فقط. هو شغف وحلم ومُغامرة محفوفة بالمخاطر، ولكن هذا لا يُلغي الجانب الرائع فيه. فبين الحلم والحقيقة، هناك مسؤوليّة كبيرة مع ضرورة تشديد الرقابة والتّدريب والحرص على الصيانة الدائمة للمعدّات.
أخيراً، حتّى نطير بأمان، لازم نواجه الواقع ونصلّح الأخطاء.