اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل …
قهرمان مصطفى….
يتحرك الشرق الأوسط اليوم نحو منزلق خطير، في مشهد يختلط فيه الدخان بالنار والحقائق بالشائعات، مع تسارع قرع طبول الحرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى.. من المؤكد أنها ليست مجرد مناوشات سياسية أو استعراض عضلات عسكري؛ فما يجري الآن يبدو أقرب ما يكون إلى رسم ملامح حرب قد تعيد تشكيل النظام العالمي بأكمله.
وعليه، فمع فجر يوم الأحد، دوّت الانفجارات فوق سماء إيران، حيث نفّذت القوات الأميركية ضربات وصفتها بالاستباقية استهدفت منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان.. عملية معقدة استخدمت فيها قاذفات الشبح وصواريخ خارقة للتحصينات، وبدت وكأنها رسالة مباشرة: 'انتهى زمن التحذيرات'؛ ليخرج عقبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليقولها بصراحة: لقد أعطينا إيران فرصة كافية.. وهذا الرد هو الخيار الوحيد المتبقي.
من هنا، وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضالته في الدعم الأميركي، فحيّا العملية واعتبرها لحظة تاريخية لتعزيز أمن إسرائيل، وكأن الضربة لم تكن فقط لاستهداف إيران، بل لإعادة رسم توازنات المنطقة.
يمكننا القول إن إيران لم تتأخر في الرد الكلامي؛ أعلنت أن الهجوم الأميركي 'إعلان حرب'، وأكدت أن الولايات المتحدة 'ستدفع الثمن'. لكن الأخطر كان في الرسائل القادمة من أذرع إيران في المنطقة، حيث سارعت جماعة الحوثي إلى التهديد بضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ما يطرح سؤالاً مقلقاً: هل نحن أمام حرب بحرية قد تعطل شريان التجارة العالمية؟
وبالتالي، لم تعد القضية محصورة في طهران وتل أبيب وواشنطن، فالمشهد يتسع ليشمل الميليشيات، وحلفاء إيران الإقليميين، وحتى الدول التي تتخذ موقع الحياد بدأت تشعر بأنها على وشك أن تُسحب قسراً إلى ساحة الصراع.
ومن هنا نجد أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يكتفِ ببيان قلق روتيني، بل أطلق تحذيراً صارخاً من احتمال انزلاق العالم نحو مواجهة نووية غير مسبوقة، خاصة مع دخول ثلاث قوى رئيسية في دائرة النار المباشرة.
وبينما تتزايد مؤشرات الانفجار، يبدو أن العالم يقف أمام مفترق مصيري: فإما أن يُنتزع اتفاق اللحظة الأخيرة ليُوقف هذا الانحدار نحو الحرب، أو أن تندفع المنطقة إلى فوضى شاملة، قد تتحول سريعاً إلى أزمة نووية تهدد الأمن العالمي برمّته.
في النهاية، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: من سيوقف هذه العاصفة قبل أن تُطبق على الجميع؟ وهل هناك متسع حقيقي لاستعادة لغة التفاوض؟ أم أن الرصاصة الأولى قد أُطلقت فعلاً، ولا عودة إلى الوراء؟