اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
لفت راعي أبرشيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في كندا المطران ميلاد جاويش، قبيل مشاركته في قدّاس إلهي أُقيم في بازيليك القديس يوسف في مونتريال، من أجل السّلام في منطقة الشّرق الأوسط وفي العالم أجمع، بدعوة من رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لابين، إلى أنّ 'الصّلاة من أجل السّلام، بالنّسبة إلينا نحن مسيحيّي الشّرق، ليست ترفًا ولا مجرّد عادة روحيّة، بل هي واجبٌ مقدّس وخبزنا اليومي. إنّها الصّرخة الّتي نرفعها كلّ يوم نحو السّماء، علّها تفيض على أرضنا سلامًا وعدلًا ورحمة'.
أمّا المطران لابين، فأوضح في عظته 'أنّنا شعب الإيمان، نجتمع كمسيحيّين بكلّ تنوّعهم للصّلاة من أجل السّلام في الشرق الأوسط وفي كلّ العالم'، مشيرًا إلى 'الألم الّذي احتملته العذراء مريم، ووقوفها تحت الصّليب وسيف الألم الّذي حاز في نفسها'. واعتبر أنّ 'رغم كلّ الآلام الّتي يتعرّض لها شعبنا، وخصوصًا في الأرض المقدّسة وفي غزة، فإنّ يسوع حاضر معنا، وهو احتمل الآلام وحوّلها إلى قيامة'.
وذكر أنّ 'أوّل كلمة قالها يسوع بعد القيامة: السّلام معكم. هذا السّلام يهدينا إيّاه المسيح اليوم، وهو يستطيع أن يعطي السّلام لقلوبنا'، مبيّنًا أنّ 'الجميع يسأل لماذا الحروب والعنف؟ والجواب هو أنّه من الأسهل أن تَرتكب النّاس الشّرور، من أن تعيش بسلام'.
بدوره، لفت السّفير البابوي في كندا المونسنيور ايفان يوركوفيتش، في نهاية القدّاس، إلى 'أنّنا نصلّي اليوم من أجل اخوتنا واخواتنا في العالم أجمع وخصوصًا في الشّرق الأوسط، في أماكن مثل إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان'، مشدّدًا على 'الحاجة الماسّة اليوم إلى السّلام، ليس فقط في الشّرق الأوسط إنّما أيضًا في العالم أجمع، لأنّ سلام المسيح لا يعني فقط غياب الصّراعات إنّما أيضًا وجود العدالة، الحقيقة والمحبّة'.
وأفاد بأنّ 'خلال هذه الأيّام، دعا البابا لاوون الرابع عشر إلى وضع حدّ لمآسي الحرب، خصوصًا في قطاع غزة'، متطرّقًا إلى 'عمق المأساة الإنسانية الّتي تعيشها غزة، فمنذ 7 تشرين الأول 2023، شهدت المنطقة موجةً من العنف أدّت إلى مقتل أكثر من 67000 فلسطيني في قطاع غزة وجرح أكثر من 160 ألفًا، ونزوح ما يقارب مليونَي فلسطيني عانوا الأمرَّين للبقاء على قيد الحياة. وقد وجّه البابا عدّة نداءات ودعوات لوقف العنف والإفراج عن الأسرى'.
وتحدّث السّفير البابوي عن الوضع في سوريا، و'المساعدة الإنسانية المطلوبة، وما شهده السّاحل السّوري من أحداث في آذار الماضي، والاعتداء على كنيسة مار الياس في دمشق، والصّراعات الإتنيّة في أيلول الماضي'، مؤكّدًا أنّ 'الوضع يستدعي العمل للحفاظ على الأقليّات من جهة، ومراقبة وضع المجموعات المسلّحة الّتي لا تزال تقاتل من جهة ثانية'.
أمّا بالنّسبة إلى الوضع في لبنان، فركّز على 'أنّنا نرى بلدًا كان دائمًا عنوانًا للأمل والازدهار في الشّرق الأوسط، لكنّه اليوم يرزح تحت عدم استقرار سياسي وانهيار اقتصادي، ولا يزال يعاني من آثار الانفجار في مرفأ بيروت في العام 2020. والشعب اللبناني ما زال يواجه كلّ هذه الأوضاع، ونحن نراه يعبّر بكلّ قوّة عن رغبته في السّلام والوحدة وفي مستقبل أفضل'، مضيفًا 'كما نصلّي للبنان، نصلّي أيضًا من أجل أن يختار زعماؤه بكلّ شجاعة السّلام بدل الانقسام، الوحدة بدل الصّراعات والأمل بدل اليأس'.
من جهته، أشار راعي أبرشيّة مار مارون في كندا المطران بول مروان تابت، إلى أنّ 'أنظارنا تتجه نحو المسيح، مصدر رجائنا وأملنا'، لافتًا إلى أنّ 'السّلام ليس مجرّد غياب الحرب، بل هو طريق للمصالحة والأخوّة والعدالة. فحقًّا، دعوتنا كمسيحيّين واضحة: أن نكون صنّاع سلام بشجاعة ومثابرة، نعمل على شفاء الجراح، وفتح طرق المصالحة، ونشهد بأنّ المحبّة أقوى من الكراهيّة'.
واعتبر أنّ 'في هذا السّياق، ليس مفاجئًا أنّ البابا لاوون الرابع عشر قرّر أن يبدأ رحلاته الرّسوليّة بتأكيد مجمع نيقية في تركيا الحاليّة، الّذي انعقد سنة 425 أي قبل 1700 عام، وإعادة التأكيد على لبنان، كـ'رسالة رجاء وصبر وحوار وتعايش'، في نهاية تشرين الثّاني المقبل'.
وتابع تابت: 'اليوم، نحيي الذّكرى، ليس من أجل الانتقام، بل لتذكيرنا بأنّ لكلّ ضحية اسمًا ووجهًا وقصة. إنّ آلة الحرب يجب أن تتوقّف من دون تأخير'، معربًا عن أمله في أن 'تكون قد توقّفت في غزة. فالدّفاع عن النّفس لا يبرّر مجزرة الأطفال والأمّهات والعزّل'. وشدّد على أنّ 'العالم أغلق آذانه، وأُصيب بالعمى. ومع ذلك، نحمل الرّجاء. هذا الرّجاء ليس سذاجة، بل مقاومة ويقين بأنّ الله يعمل حتى في قلب اللّيل'.