اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
رأس المونسنيور إسطفان فرنجيه قداسا احتفاليا بعيد التجلي في كنيسة مار جرجس – إهدن، عاونه الشماس إدوار فرنجيه وخدمه عدد من أبناء الرعية، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى المونسنيور فرنجيه عظة، تناول فيها المعاني الروحية واللاهوتية للعيد، وقال: 'تحتفل الكنيسة اليوم بعيد تجلي الرب، وهو يقع في زمن العنصرة، زمن حلول الروح القدس، حيث تدعى الكنيسة لتتذكر دور الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس. فالقديس بولس يقول 'الروح يصلي فيكم بأنات لا توصف بطرق لا توصف'.
أضاف: 'في كثير من الأحيان، نشعر بعدم الرغبة في الصلاة، أو نجد صعوبة في ممارستها، بسبب غياب حضور الروح القدس. علينا أن نطلبه ونستدعيه ونقول له: تعال، وصل فينا بالطرق التي تراها مناسبة. فالمسيح، قبل صعوده إلى السماء، قال لتلاميذه: سأرسل لكم الروح ليذكركم بكل ما قلته لكم وما صنعته لكم. إنه الروح الذي يغفر ضعف البشر، وكما جاء في الرسالة: حيث يكون الروح، هناك تكون الحرية. لكن الحرية لا تعني أن أفعل ما أشاء، بل أن أنتصر على نفسي، على شهواتي، أن أختار ما هو أفضل، ما هو يدوم. والذي يدوم هو الله، هو الملكوت السماوي الذي تجلى اليوم أمام الرسل الثلاثة'.
ولفت الى أن 'يسوع، أراد أن يريهم ما هم مزمعون أن يحصلوا عليه، ليقويهم، فأخذهم إلى الجبل وهناك تجلى أمامهم. وقال لهم ولكل واحد منا: إن المجد الذي ينتظركم بعد هذه الحياة هو حقيقي. فرح الرسل، وقالوا له: حسن أن نبقى هنا. لكن يسوع أذاقهم هذا المجد السماوي للحظة، ليدركوا ما ينتظرهم بعد موته وقيامته. فالتجلي لم يكن لبطرس ويوحنا ويعقوب فقط، بل لكل واحد منا. إذ قال لهم ألا يخبروا أحدا حتى يتم الفداء، ليعلم الجميع أن السعادة الحقيقية هي في ملكوت الله، عندما نترك هذا الجسد الذي يسميه بولس: جسد الموت هذا، ويبدلنا بجسد المجد'.
وقال: 'الله يعرف متى يمنحنا القوة لمواجهة التجارب، وكما أعطى الرسل تعزياته في وقت الشدة، هو يقوينا. في معركتنا مع الشر ومع هذا العالم نحن لسنا وحدنا. من يقف وحده يسقط. بولس يقول: أنا قوي بالذي يقويني، ويذكر بقول يسوع لبطرس: انتبه، الشيطان يريد أن يغربلكم. أعداؤنا ليسوا من لحم ودم، بل من الأرواح الشريرة. لذا، علينا أن نتمسك بكلمة الله، فهي نوع من التجلي، خصوصا في القربان المقدس، حيث نجلس أمامه ونقول: يا رب، اتحد بنا ونتحد بك'.
وتابع: 'عندما نحب إخوتنا، نكون في تجل مع الرب. البرقع الذي يضعه الشيطان على عيوننا – كما يقول بولس – هو انشغالاتنا الأرضية، أنانيتنا، قصر نظرنا. هو ما يمنعنا من رؤية مجد الله والاتحاد به. حين نعتقد أن القوة من ذواتنا، نعبد الأوثان. يسوع يقول: مهما فعلتم، قولوا: نحن عبيد بطالون، صنعنا ما أمرنا به. فلنطلب من الرب بتواضع: يا رب، ضع يدك في يدنا، في عائلتنا، في عملنا، في حياتنا، لأنه بدونك لا نستطيع أن نفعل شيئا. لا يمكننا حتى الصلاة بدون روحك القدوس. وفي هذا العيد، نقول له: كما قدت خطى الرسل الثلاثة وقدت مار بولس والبطريرك الدويهي ويوسف بك كرم والقديسة تيريزيا الطفل يسوع التي قالت: أنا لا أموت بل أدخل الحياة، قد خطانا نحن أيضا'.
وختم: 'نحن نعلم أن أبانا السماوي يحبنا وينتظرنا ليمنحنا الفرح الأبدي، الفرح الذي لا يزول، لأن كل فرح بشري يزول وكل صحة تزول، لكن الفرح الذي يمنحه الآب بالابن والروح القدس لا يزول أبدا'.