محصورة بين "كريمة" و "زمرلي" معركة "رئيس بلدية طرابلس" لمن ستحسم؟

انتهت معركة الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس؛ لتبدأ فوراً معركة انتخاب رئيس جديد للبلدية، يكون خلفاً للدكتور رياض يمق، ويطوي مع مجلسه مرحلة من 'النقار' والخلافات، وتسع سنوات عجاف لم تتقدّم فيها طرابلس خطوة واحدة إلى الأمام.

ومع أن المجلس الجديد المنتخب من أكثر من لائحة، يشبه إلى حدّ بعيد تركيبة المجلس القديم، إلّا أن أبناء المدينة؛ أو لنقل من نزل منهم وصوّت، أي ما نسبتهم 26 %، يتمنّون أن يكون الأعضاء الجدد أفضل، ويضعون مصالح المدينة فوق مصالحهم ويعملون على رفع الغبن عنها.

وبانتظار أن تحدّد محافظ الشمال بالوكالة إيمان الرافعي، الموعد لانتخاب رئيس ونائب رئيس لبلدية طرابلس، ثمّة حراك في المدينة يجري بالخفاء والعلن، من أجل تركيب طربوش الرئاسة البلدي، على رأس أحد اثنين من الأعضاء، هما الأكثر طرحاً لهذه المهمة، وهما رأسا اللائحتين، نقصد بهما عبد الحميد كريمة ووائل زمرلي.

ومن باب التذكير، فإن لائحة 'رؤية طرابلس' فازت بـ 12 عضواً، وينتمي إليها المرشّح الرئاسي الدكتور عبدالحميد كريمة. بينما فازت بالمقابل لائحة 'نسيج طرابلس' بـ 11 عضواً، وينتمي إليها المرشّح الرئاسي المهندس وائل زمرلي. أما العضو الفائز رقم 24 فهو إبراهيم العبيد من لائحة 'حراس المدينة'. وإذا ما بقيت الأصوات على ما هي عليه بحسب فوز اللوائح، فإن صوت العبيد، إما يعزز وصول كريمة إذا صوّت لصالحه أو بالورقة البيضاء، أو يفرض عدم وصول أحد بالتعادل في أول جلسة انتخاب. في هذه الأثناء، يُجري كل طرف عملية استمالة أو يسعى لحشد التأييد من أعضاء آخرين، لضمان الفوز والأرجحية.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها 'نداء الوطن'، فإن مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، يعمل على توليفة بلدية، تضمن المداورة بين كل من زمرلي وكريمة 3 سنوات لكلّ منهما. طرح المفتي هذا يبدو مدعوماً من عدد من السياسيين، على أن يضمن المفتي لاحقاً، مسألة عدم التعطيل في المجلس البلدي، من قبل الأعضاء، التي لطالما عانى منها المجلس البلدي السابق.

كريمة

يقول المرشّح الرئاسي الدكتور عبدالحميد كريمة لـ 'نداء الوطن' عن التفاوض الجاري ومآل الأمور: 'نحن من نلنا الأكثرية بالنتيجة، والفريق الثاني يفاوض وكأنه هو من نال الأكثرية'. ويضيف: 'منفتحون على كلّ الطروحات التي تخدم المدينة، لكن بطريقة تليق بالمدينة وبمن يطرحها. غيرنا من كان يرفض ويُملي الشروط وكأن الأكثرية في غير مكان'. ورأى كريمة أنه 'وكعضو مجلس بلدي سابق، يعرف احتياجات المدينة، ويعرف كيف يمكن النهوض بها، ويدرك ماهية القرارات الاستثنائية التي يجب اتّخاذها بالتعاون مع المجلس البلدي، ومع القوى الأمنية، وشرطة البلدية، لإحلال الأمن والأمان في المدينة. ومن ضمن خطتنا ومشروعنا الانتخابي، هناك مسعى لتنفيذ المشاريع المهمة التي تحتاجها المدينة، سنسعى لتحقيقها بالتأكيد'.

زمرلي

من جهته، وردّاً على أسئلة 'نداء الوطن' يقول المهندس وائل زمرلي 'لقد وصلت بأصوات شعبية عالية، وبالتالي لا أستطيع خذلان الناس، وسنكمل للأخير في معركة رئاسة البلدية'.

ويضيف: 'هناك مشاورات مع الدكتور عبدالحميد كريمة، وما يهمّنا بالنهاية، أن يبقى المجلس كلّه روحاً واحدة، ولذلك نسعى لتوافق يرضي الطرفين. خططنا لتنظيم الأوضاع في طرابلس جاهزة، وهدفنا أنه عندما ندخل المجلس البلدي، أن يكون الفريقان من اللائحتين، فريقاً بلدياً واحداً، يعمل لصالح طرابلس، وهذا ما بدأنا به بالفعل في مشروع تنظيم مسألة الأضاحي لهذا العيد'.