عن "كبسات" الرئيس و"تيك توك" السيّدة الأولى... ولهذا السبب سينجح العهد!

هو العهد الذي لم نعهده من قبل. رئيسٌ جديد بطلّة جديدة ونفس جديد. كبسات في النافعة وسلامٌ مفاجئ على الصحافيّين وصورة على الإنستغرام في أحد الشعانين. أطفالٌ في القصر الجمهوري يوم عيد الفصح وصفحة تيك توك للسيّدة الأولى... هو مشهدٌ غير كلّ المشاهد. مشهدٌ أراده المُشاهد!

ليست هذه التصرّفات غريبة عن الرئيس عون. هو الذي بدا قائداً حقيقياً منذ ترؤّسه المؤسّسة العسكريّة. لكنّها بالطبع لافتة للنظر. فلطالما كنّا بحاجة إلى رئيس يشكر الصحافيّين بشكلٍ مفاجئ، ويفتح القصر للأطفال ويلهو معهم. كما كنّا بحاجة إلى كبسات حقيقيّة في مؤسّسات أكلها الفساد وإلى خطاب قسم جديد يثبت لنا فعلاً أنّ قطار لبنان عاد إلى سكّته...

هكذا تكون الشخصيّات الناجحة. يقول الأخصّائي النفسي خليل حبشي. ويشرح، في حديث لموقع ،mtv أنّه عادةً ما يعتمد نجاح الشخص على عنصرين، عنصر القوّة وعنصر الدفء. فالقوّة مهمّة لأنّها تعكس كفاءة الشخص ومدى تفانيه في العمل، وهو ما يحتاجه الناس طبعاً. من جهة أخرى، هم بحاجة لأن يروا قائدهم الناجح، قريباً منهم، يشبههم ويُشعرهم بالدفء والأمان، موضحاً أنّ ما يميّز الرئيس عون هو أنّه يعرف كيف يوازن بين هذين العنصرين. الكبسات التي قام بها في النافعة عكست للمواطنين أنّه يتمتّع بشخصيّة قويّة وكفوءة ومنتظمة، تكره الفساد وتعرف كيف تتعامل معه. أمّا ظهوره وهو يستقبل الأطفال في القصر الجمهوري مثلاً أو صورته مع وزوجته وأحفاده يوم أحد الشعانين فعكسا الجزء الثاني من شخصيّته ألا وهو الإنسان العفوي والقريب من الناس.

ويتابع حبشي: من الطبيعي أن يكون لكلّ رئيس فريق إعلامي يقدّم له الإستشارات والنصائح قبل ظهوره. لكن ممّا لا شكّ فيه هو أنّ الرئيس عون قريب من القلب بالفطرة. وهو لم ينتظر الرئاسة ليثبت ذلك. فمنذ أن كان قائداً للجيش كانت صورته واضحة. محبّ للآخرين ومتواضع. ونجاح المؤسّسة العسكريّة الدليل الأكبر على ذلك. فهي لطالما كانت مؤسّسة ثابتة ومنتظمة وكفوءة... تشبهه. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إطلالاته الإعلاميّة تفضحه. يذكر الربّ والصلاة في معظم أجوبته. ويشدّد على أنّ المناصب لا تهمّه. كلّ ما يهمّه أن يكون ضميره مرتاحاً.

لطالما أراد اللبنانيّون الحياة، ولهذا السبب استجاب القدر. فها هو الرئيس عون يفتح أبواب القصر لنا، ويستقبلنا، كعائلة لبنانيّة واحدة، نحن الذين اعتدنا أن تتسكّر الأبواب والشوارع في وجهنا...