اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
أجمع عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية على أن الصحافة الورقية تلعب دورا محوريا في تعزيز الوعي العام وحفظ الهوية الوطنية.
وأكدوا خلال مشاركتهم في الحلقات النقاشية لندوة «حوار كونا» التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية، أهمية استمرار هذه الصحف كأداة فاعلة في الدفاع عن قضايا الوطن وحماية تراثه الثقافي.
وشددوا على أن مصداقية الإعلام ركيزة أساسية لتعزيز الشفافية وبناء جسور الثقة مع المتلقي مؤكدين أهمية التزام الإعلام المرئي والمسموع والمقروء على المستويين الحكومي والخاص أعلى معايير الموضوعية والمهنية في نقل الأخبار والمعلومات وتقديم الحقيقة بدقة وأمانة.
التحول الرقمي
وأوضح رئيس التحرير الزميل وليد النصف أن مواكبة التحول الرقمي باتت ضرورة في المجال الصحافي، ولا سيما في ظل المتغيرات المتسارعة التي تمر بها وسائل الإعلام.
وبين النصف أن الصحف كانت تستحوذ في عام 2015 على نسبة 60% تقريباً من ميزانية الإعلانات في الكويت بينما لا تتجاوز ميزانية الإعلانات اليوم نسبة 9% ما يعكس حجم التحول في اهتمامات الجمهور والمعلنين.
وأضاف أن الاستشعار المبكر لهذا الأمر دفع صحيفة القبس إلى إرسال وفد منها لصحيفة الغارديان البريطانية في عام 2015 للتعرف على تجربتها في التحول الرقمي حيث أوصى مسؤولو الصحيفة البريطانية بعدم الاستثمار في الجانب الورقي والتركيز على الإعلام الرقمي «باعتباره المستقبل»، مؤكداً أن هذه التجربة عززت أهمية التوجه نحو المنصات والوسائل الحديثة.
وذكر أن الصحف الورقية لا ترتبط بعلاقة منافسة مع وكالة (كونا) والتي تعد المصدر الأكثر قدرة على تغطية الفعاليات الرسمية والمؤتمرات الصحافية بدقة ومهنية، فجميع الصحف المحلية تعتمد عليها في التحقق من الأخبار ونشرها ولا سيما في ما يتعلق بالمعلومات الرسمية الموثوقة.
الإبداع الصحافي
من جانبه، قال رئيس تحرير الزميلة «الراي»، وليد الجاسم إن وكالات الأنباء ومؤسسات الإعلام الحكومي تزخر بكفاءات عالية ومتى أتيحت لها الفرصة وتخلصت من التقييد الحكومي ستكون قادرة على الإبداع بشكل أكبر.
وأكد الجاسم أهمية أن تكون لوكالات الأنباء والتلفزيون الحكومي قيمة خلال أوقات الضرورة وقدرة على الإقناع وتسويق رؤية ومشاريع الدولة مشدداً على أن الإعلام الحكومي لن يستطيع تحقيق النجاح في إقناع الجمهور إلا عبر تحديد شريحته المستهدفة والتعامل معها ومعرفة طريقة تفكيرها ووسائل إقناعها والتأثير فيها.
ورأى أن «دور وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في تزويد الإعلام الكويتي بالأخبار واضح ولا نقلل من شأنه لكن نتمنى لوكالات الأنباء دورا أكبر في سرعة الرد على الإشاعات ولا سيما مع ما يصاحب عالم مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة من انتشار واسع للأخبار المغلوطة كما أنه من الضروري التعامل مع الأخبار الجيدة والرسمية بطريقة مختلفة ومؤثرة».
دعم مطلوب
من جهته، قال رئيس جمعية الصحافيين الكويتية عدنان الراشد: إن علاقة الجمعية والصحف الكويتية وثيقة جداً مع «كونا» حيث إن نسبة كبيرة من الأخبار المحلية والصور تنقلها الصحف الكويتية من «كونا» الأمر الذي يؤكد الطاقات والقدرات المهنية التي يمتلكها العاملون بهذه المؤسسة مؤكداً أن الإعلام الرسمي جهة مساندة وموثوقة لدى الصحافة المحلية.
واستذكر دور «كونا» إبان فترة الغزو العراقي الغاشم سنة 1990 حيث اعتمدت الدولة بشكل كامل على مكاتب «كونا» في الخارج وكانت الوكالة هي المتحدث الرسمي باسم الدولة إضافة إلى الجهود التي قامت بها بعض الصحف الكويتية التي صدرت بالخارج داعياً الحكومة إلى تقديم الدعم الكامل لهذه المؤسسة الإعلامية مهنية.
وحول دور الصحافة الورقية في الإعلام الوطني أوضح الراشد أن الصحافة الورقية تقوم بدور مهم في تعزيز الهوية الوطنية مؤكداً حرص جمعية الصحافيين على التواصل والتنسيق والعمل مع المؤسسات الصحافية الكويتية دون أي سلطة أو رقابة عليها.
نقل الحقيقة
بدوره، قال رئيس تحرير الزميلة «الجريدة» ناصر العتيبي: إن تعريف الحقيقة في الإعلام يختلف باختلاف الجهة التي تنقلها ففي الإعلام المستقل يختلف مفهومها عن الإعلام الحكومي، إذ إن الصحافة المستقلة تبحث عن الحقيقة وتنقلها كما هي بغض النظر عن نتائجها لأن نقل الحقيقة حق للمجتمع وواجب على الصحافة.
ورأى العتيبي أن هذا التباين بين وسائل الإعلام الحكومية والخاصة يعزز التعددية ويثري المنافسة الإعلامية، مبيناً أن الاختلاف في تناول الأخبار مطلوب حتى لا يكون للاعلام الكويتي «لونا واحدا وصبغة واحدة».
وأشار إلى وجود «خلط في مفاهيم الإعلام الوطني إذ يعتقد البعض أن انتقاد الأداء الحكومي يتعارض مع الوطنية بينما الصحيح أن دور الصحافة هو نقل الحقيقة كما هي سواء كانت لها انعكاسات إيجابية أو سلبية».
وحول الرؤية المستقبلية للاعلام الكويتي 2030 قال العتيبي إنه من المبكر الحديث عن رؤية مستقبلية واضحة في ظل انتظار صدور قانون الإعلام الموحد مطالباً - وفق رأيه - بـ«اطلاع الصحف المحلية على نسخة منه لمعرفة تفاصيلة وأثره في مستقبل الإعلام الكويتي من أجل الوصول إلى تشريع عملي يعكس واقع العمل وتطور الإعلام محليا ودوليا».