اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانية، تؤكد أخصائية التغذية رشا شواورة على الدور الحيوي الذي تلعبه مضادات الأكسدة في حماية الجسم من الجذور الحرة وتعزيز جهاز المناعة، معتبرةً أن إدراجها في النظام الغذائي اليومي ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية لصحة الإنسان وسلامة جسده.
وأوضحت شواورةفي حديث خلال برنامج 'يوم جديد'مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو بيت لحم 2000:أن مضادات الأكسدة تمثل 'سلاحًا طبيعيًا قويًا' يواجه الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تنشأ نتيجة التعرض للملوثات البيئية كدخان السجائر والأشعة الضارة، أو بسبب النظام الغذائي غير المتوازن الغني بالدهون والسكريات.
وأضافت أن تراكم هذه الجذور الحرة في الجسم يؤدي إلى تلف الخلايا والإصابة بالأمراض المزمنة، أبرزها السرطان، وأمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول، مؤكدةً أن مضادات الأكسدة تعمل على تحييد هذه الجزيئات وتقليل ضررها.
وأكدت شواورة أن أهمية مضادات الأكسدة لا تقتصر على الوقاية من السرطان فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز المناعة، وحماية البشرة من الشيخوخة المبكرة، ودعم صحة القلب. وتزامنًا مع شهر أكتوبر الوردي للتوعية بسرطان الثدي، شددت على أهمية التغذية في الوقاية من هذا المرض، مشيرةً إلى أن تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة يساعد في تقليل نشاط الخلايا السرطانية ومنع تطورها.
وفي حديثها عن مصادر مضادات الأكسدة، أشارت شواورة إلى أن الخضار والفواكه تُعدّ المصدر الأهم، خصوصًا الأنواع ذات الألوان الداكنة مثل العنب والتوت والباذنجان، إذ تحتوي على نسب مرتفعة من المركبات الفعالة كـ«الفلافونويد» و«الأنثوسيانين».
كما ذكرت أن الشاي الأخضر، والحمضيات، والفليفلة، والبطاطا الحلوة، والقرع، والأوراق الخضراء مثل الجرجير والسبانخ، كلها غنية بعناصر تحفّز الدفاع الطبيعي للجسم. ونصحت بالحفاظ على ألوان متنوعة في الطبق الغذائي اليومي، لأن كلما كان اللون أغمق زادت نسبة مضادات الأكسدة فيه.
وحول الفرق بين مضادات الأكسدة الطبيعية وتلك الموجودة في المكملات الغذائية، أوضحت شواورة أن الأولوية دائمًا للطبيعي، فالغذاء لا يمد الجسم بمضادات الأكسدة فقط، بل بعناصر متكاملة كالألياف والفيتامينات والمعادن، في حين أن المكملات يجب أن تؤخذ تحت إشراف طبي وفي حالات النقص المثبتة فقط.
وحذّرت من الإفراط في تناول المكملات دون داعٍ، مبينةً أن زيادة بعض الفيتامينات مثل فيتامين C أو D قد تسبب أضرارًا صحية خطيرة كتشكل الحصى أو ترسب الكالسيوم في الأعضاء الحيوية.
وعن مؤشرات نقص مضادات الأكسدة في الجسم، أوضحت شواورة أنها تظهر في ضعف المناعة، وتكرار الإصابة بالأمراض، وبهتان البشرة، وفقدان نضارتها، مشيرةً إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو قلة استهلاك الخضار والفواكه مقابل الاعتماد على الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.
وقدّمت الأخصائية مجموعة من النصائح العملية للحفاظ على توازن صحي في النظام الغذائي، داعيةً إلى تناول الخضار والفواكه بشكل يومي في جميع الوجبات، واستغلال الأصناف الموسمية لارتفاع قيمتها الغذائية وانخفاض سعرها.
كما شددت على أهمية تضمين الحبوب الكاملة، والبقوليات، ومصادر البروتين الطبيعية ضمن الوجبات اليومية، إلى جانب تقليل السكريات والدهون المشبعة.
ولم تغفل شواورة الفئات الأكثر حاجة لهذه العناصر، مثل الأطفال، وكبار السن، والحوامل، ومرضى السرطان، مؤكدةً أن هذه الفئات تحتاج إلى اهتمام خاص بتوازن الغذاء ونوعية الأطعمة التي يتناولونها لتعزيز مناعتهم.
وفي ختام حديثها، وجّهت شواورة رسالة إلى المستمعين قائلة: 'الأمراض باتت تنتشر بشكل كبير، والسبب في كثير من الأحيان هو أسلوب حياتنا وغذاؤنا غير المتوازن. لا يمكننا التحكم بكل الظروف، لكننا نستطيع حماية أنفسنا من خلال الأكل الصحي والمتنوع الذي يشكّل خط الدفاع الأول ضد أمراض العصر كالسرطان، والسمنة، والسكري، وأمراض القلب.'
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: