اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
منذ احتضنت كأس العالم 2022 بذلك الشكل الاستثنائي الذي لن يتكرر، تحولت قطر الى رقم مهم جدا في معادلة كرة القدم العالمية لدى الفيفا والاتحادات القارية وعشاق الكرة في العالم، ومنذ احتضنت النسخة العربية لكأس العالم سنة 2021، الكل راح يترقب نسخة 2025 التي انطلقت الاثنين وسط أجواء مميزة تعد بنسخة مماثلة على الأقل لسابقتها من حيث الأجواء والتنظيم والحضور الجماهيري اضافة الى المستوى العالي رغم غياب نجوم الصف الأول المحترفين في أوروبا عن منتخبات شمال افريقيا، لكن حضور المنتخبات الخليجية بكامل تعدادها يضيف للبطولة نكهة خاصة ويضفي عليها أهمية كبيرة، زادتها أهمية تلك الجوائز المالية الكبيرة المخصصة للمشاركين والمتوجين، والتي تفوق قيمتها جوائز بطولات أخرى قارية عريقة.
افتتاح كأس العرب فيفا 2025 كان عرسا عربيا مميزا لامس قيمة المجد الذي يليق بأمتنا، على بساطته التي زادت من قيمته تلك الرمزية التي جرى فيها دمج الأناشيد الوطنية للدول العربية بطريقة مبتكرة، قدمت لوحة فنية مؤثرة تعبر عن وحدة الروح والانتماء لأعرق الحضارات الإنسانية وأكثرها ثراء وتجذر وتنوعا عبر التاريخ، زادها جمالا حضور فلسطين الدائم في كل المناسبات التي تنظمها قطر، وحضورها في نفوس وعقول الجماهير العربية التي كانت سعيدة لفوزها في افتتاح البطولة على منتخب البلد المنظم بهدف لصفر، مثلما كانت سعيدة لفوز سوريا العائدة الى حضن العرب منذ نجاح ثورتها، فاكتمل التميز منذ اليوم الأول للبطولة التي تعد بالكثير من كل الجوانب.
قطر نجحت منذ اليوم الأول للبطولة في استقطاب أعداد هائلة من الجماهير العربية التي جاءت من كل مكان، وينتظر أن تتوافد بقوة مع مرور الأيام للاستمتاع بالمباريات والفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية المصاحبة في أجواء عائلية وأخوية أمنة وهادئة دفعت الفيفا الى اتخاذ قرار بتنظيم أربع نسخ متتالية في الدوحة الى غاية 2033، لضمان نجاحها الأكيد، مثلما قررت تنظيم خمس نسخ متتالية من بطولة كأس العالم للناشئين التي انتهت أسدل عنها الستار قبل أيام بعد أكثر من 100 مباراة جرت في أفضل الظروف بمشاركة 48 منتخبا لأول مرة في تاريخ البطولة، وتنظيم بطولة كأس القارات للأندية التي تستضيفها قطر للمرة الثانية على التوالي، لضمان نجاحها وتوفير كل الظروف لاجرائها.
من الناحية الفنية ستكون بطولة كأس العرب مفتوحة على كل الاحتمالات خاصة بعد النتائج التي أسفرت عليها مباريات الجولة الأولى التي تحتضنها الملاعب المونديالية الستة بين عرب افريقيا وغرب أسيا رغم غياب محترفي أوروبا الذين يرتقب أن يشاركوا في النسخ القادمة بعد أن تتحول البطولة الى منافسة رسمية ضمن أجندة الفيفا، تجري في تاريخ محدد مسبقا سيسمح بمشاركة أفضل اللاعبين على غرار مختلف البطولات القارية الأخرى، ما يزيد من قيمة البطولة ومستواها، خاصة مع تنظيم نسخها الثلاثة المقبلة في قطر التي صارت أيقونة عالمية في تنظيم الأحداث الرياضية، تفوق بكثير مستوى التنظيم في أكبر بلدان العالم سواء في كرة القدم أو في رياضات أخرى جعلت من الدوحة قبلتها على غرار مسابقات التنس والفورمولا-1، في انتظار الفوز بتنظيم أولمبياد 2034.
نجاح قطر في تنظيم الأحداث الرياضية صار تحصيل حاصل، لا يطرح أي انشغال أو سؤال بعد أن بلغ الابهار في الجزئيات والتفاصيل درجة المثالية على كل المستويات، فهنيئا للعرب والعجم بقطر كطرف أساسي في معادلة الكرة والرياضة العالمية التي بقي لها التركيز على رفع المستوى والسعي الى الابهار الفنية والتتويج بالبطولات والألقاب فقط، مثلما تفعل المنتخبات العربية المشاركة في كأس العرب 2025.
اعلامي جزائري












































