اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
السوسنة- من المعروف أن النوم الجيد يلعب دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على صحة الإنسان، إذ تُظهر الأبحاث أن هناك نطاقاً مثالياً لعدد ساعات النوم اليومية يساهم في الوقاية من مشكلات صحية خطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوبسالا في السويد عن علاقة مقلقة بين قلة النوم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث أظهرت نتائج الدراسة أن ثلاث ليالٍ فقط من النوم المتقطع، بمعدل 4 ساعات في الليلة، كافية لإحداث تغيرات في الدم ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يُبرز أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم للحفاظ على صحة القلب.
'قصور القلب وأمراض الشرايين التاجية'
وبحسب الدراسة الدقيقة التي نشرتها صحيفة 'إندبندنت'، وأجريت على 16 شابا يتمتعون بصحة جيدة، لاحظ الباحثون ارتفاعا ملحوظا في مستويات البروتينات الالتهابية في الدم بعد فترات الحرمان من النوم.
وهذه البروتينات التي ينتجها الجسم عادة كرد فعل للتوتر أو مكافحة الأمراض، تتحول إلى خطر حقيقي عندما تظل مرتفعة لفترات طويلة، حيث تساهم في تلف الأوعية الدموية وترفع احتمالات الإصابة بقصور القلب وأمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب.
والمثير للقلق أن هذه التغيرات السلبية ظهرت حتى لدى الشباب الأصحاء، وبعد بضعة ليال فقط من النوم غير الكافي.
كما اكتشف الباحثون أن التمارين الرياضية تفقد جزءا من فوائدها المعتادة عندما لا يحصل الجسم على قسط كاف من النوم، حيث ضعفت الاستجابة الطبيعية للبروتينات الصحية مثل 'إنترلوكين-6' و'عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ' (BDNF)، التي تدعم صحة القلب والدماغ.
وليس الأمر كذلك فحسب، إنما وجد الفريق البحثي أن توقيت سحب عينات الدم يلعب دورا مهما في النتائج، حيث اختلفت مستويات البروتين بين الصباح والمساء بشكل أكثر وضوحا في حالات الحرمان من النوم.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين الساعة البيولوجية للجسم وعملياته الكيميائية الحيوية.
وتعد هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار يؤكد أن أجسادنا تدفع ثمنا باهظا للتضحية بساعات النوم من أجل العمل أو السهر أمام الشاشات وأن النوم ليس للراحة فقط وإنما لعمر مديد بصحة جيدة.
اقرأ المزيد عن: