اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
فجرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة صنعاء تساؤلات واسعة حول هوية مالك المنزل الذي تحوّل إلى مسرح نهاية حكومة الحوثيين غير المعترف بها.
الضربة، التي نُفذت الخميس الماضي، استهدفت منزلاً حجرياً محصناً في حي حدة الراقي قرب شارع صفر غربي دار الرئاسة بمديرية السبعين. تسع قنابل شديدة الانفجار على الأقل دمرت المبنى بشكل كامل وألحقت أضراراً بمبانٍ مجاورة، فيما سارعت الجماعة الحوثية إلى تطويق المنطقة وفرض تعتيم أمني مشدد، وسط عمليات إنقاذ وانتشال للضحايا من تحت الأنقاض.
الهجوم الذي اعتمد على قنابل خارقة للتحصينات، مشابه للعمليات التي استهدفت قيادات حزب الله في لبنان ومواقع محصنة في إيران، كشف لاحقاً أن المنزل كان مقراً سرياً للحوثيين تُعقد فيه اجتماعات على مستوى عالٍ. وتبين أن الغارة استهدفت اجتماعاً لحكومة الحوثيين غير المعترف بها، وأسفرت عن مصرع رئيسها أحمد غالب الرهوي إلى جانب ما لا يقل عن عشرة وزراء وقيادات أخرى.
من هو جمال زبارة؟
77.235.62.132
المنزل المدمَّر مملوك للقيادي الحوثي جمال شوعي هادي زبارة، المكنى 'أبو براق'، وهو شخصية بارزة في الجهاز الأمني للجماعة.
ووفقا لـ'ديفانس لاين' المختصة بالشأن العسكري والأمني، يشغل زبارة منصب 'مشرف أمني' على مناطق حدة وبيت بوس والمصباحي جنوبي صنعاء، وهي مناطق تضم مقار أمنية وعسكرية ومراكز عمليات حوثية. كما يُعرف بصفته 'مشرفاً أمنياً ووقائياً'، ويشرف على مقرات ومنازل تستخدمها الجماعة كمراكز بديلة لأنشطتها.
واجهة عقارية وارتباط بالحارس القضائي
تشير تقارير إلى أن زبارة ينشط في مجال العقارات والأراضي عبر مكاتب عدة يستخدمها للتغطية على نشاطاته الأمنية، وقام بتأمين مبانٍ ومنازل عديدة لصالح الجماعة. كما لعب دوراً في الاستيلاء على ممتلكات شخصيات مناهضة للحوثيين، بالتنسيق مع صالح مسفر الشاعر المكنى 'أبو ياسر'، المعيّن من الجماعة مسؤولاً لما يسمى 'الحارس القضائي'، وهو الجهاز الذي يتولى مصادرة أموال وممتلكات الخصوم.
سجل أمني ودور في قمع الخصوم
معلومات أخرى تفيد بأن زبارة يعمل ضابطاً في قوات النجدة بصنعاء، وكان منخرطاً في ملاحقة المعارضين وقمع فعاليات المؤتمر الشعبي العام عندما اندلعت الخلافات بينه وبين الحوثيين. كما تربطه علاقات وثيقة بتجار حوثيين يشرفون على صفقات واستثمارات تديرها الجماعة في مناطق سيطرتها.
المنزل الذي استخدمته الجماعة كمقر محصن لاجتماعاتها كان في النهاية نقطة انهيار سياسي وأمني كبير، بعد أن استهدفه الهجوم الإسرائيلي الدقيق، ليكتب فصل النهاية لحكومة الحوثيين غير المعترف بها من قلب العاصمة صنعاء.