اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
باريس- قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن غزة، الغارقة في الجوع والمستهدفة بالقصف الإسرائيلي، تواجه أهوالًا متزايدة، وفي خضم هذا الوضع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، في محاولة لإطلاق دينامية دولية جديدة.
وأمام تفاقم الوضع الإنساني في غزة، وشلل المؤسسات الدولية، وصرخات الإنذار المتواصلة من المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام العالمية، ومع موجة تعاطف شعبي كبيرة، أدرك ماكرون، أخيرًا، أن المسألة باتت ملحّة.
فإذا كان هناك أي أمل في إطلاق “دينامية جماعية” تهدف إلى مواجهة مشاريع إسرائيل لتدمير غزة وضم الضفة الغربية بالكامل، فاللحظة المناسبة هي الآن، وقبل بدء العطلة الصيفية، كما تقول الصحيفة، ليترسخ القرار في الأذهان مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل في نيويورك.
ووفق “ليبراسيون”، فإن الإعلان جاء متأخرًا. فالرئيس الفرنسي كان ينوي أصلاً الإعلان عن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين في يونيو/حزيران الماضي، لكن الهجوم الإسرائيلي على إيران آنذاك أوقف الخطة فجأة.
وتتابع الصحيفة أن ما كان لهذا الملف أن يُفتح مجددًا، لولا ما شهدناه هذا الأسبوع من تحول دراماتيكي في مأساة غزة، حيث ظهرت مشاهد مؤلمة لأطفال وبالغين يموتون جوعًا في القطاع المحاصر.
وتؤكد الصحيفة: لنكن واضحين… هذا الإعلان وحده لن يخفف معاناة سكان غزة أو الضفة الغربية. فللتخفيف من معاناتهم، هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار، تحرير الرهائن، وفتح ممرات إنسانية للمساعدات الغذائية. بل وقد يُثير الإعلان غضب الأطراف الإسرائيلية الأكثر تطرفًا، خصوصًا المستوطنين. وقد اتّهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لطالما عارض قيام دولة فلسطينية، ماكرون بأنه “يكافئ الإرهاب” بهذا القرار.
وهي اتهامات كررها أيضًا مسؤولون أمريكيون، إضافة إلى مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا.
لكن “ليبراسيون” ترى أن تلك الاتهامات لا تستند إلى الحقيقة، مشيرة إلى أن ما تحاول فرنسا القيام به هو تخليص الفلسطينيين من كماشة القمع الإسرائيلي من جهة، وتطرّف “حماس” من جهة أخرى.
وترى الصحيفة أن القرار لن يغير شيئًا على الأرض في المدى القصير، لكنه قد يفتح الباب أمام تفاعلات إيجابية إذا تبنّته دول أخرى مترددة، تخشى الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، مثل: المملكة العربية السعودية، وربما المملكة المتحدة، التي قد تدفع أيضًا كندا لتبني الموقف نفسه.
فالاعتراف بالدولة الفلسطينية، تضيف الصحيفة، يمنح الفلسطينيين شرعية دولية وحقوقًا أساسية يفتقرون إليها بشدة.
صحيح أن شكل هذه الدولة وحدودها وقيادتها لا تزال غير واضحة، خصوصًا في ظل تمسّك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي فقد الكثير من مصداقيته، بمنصبه، إلا أن “ليبراسيون” تشدد على أن: لا بد من نقطة انطلاق.
وقد تعهّد عباس مؤخرًا بتنظيم انتخابات ونزع سلاح “حماس”.. سنرى، تقول الصحيفة. فـالطريق ما يزال طويلًا والعقبات كثيرة، لكن ما البديل؟ هل نترك الفلسطينيين لمصيرهم؟
وتختم “ليبراسيون” بالقول إن إعلان ماكرون، الذي يصفه المقربون منه بأنه “واجب أخلاقي”، يهدف إلى منح الأمل لشعب فقد الإيمان بحدوث التغيير.
لكن، تحذّر الصحيفة، الإعلان وحده لا يكفي، بل يجب أن تتبعه أفعال ملموسة، مضيفة: الأسوأ هو أن يظل الأمر مجرد ضجة سياسية.