اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مشهد لافت، أثار لقاء نجم النصر السعودي وأسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو اليوم الاربعاء 2025/11/19 مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض اهتمام المتابعين حول العالم، خصوصًا لوقوعه في توقيت حساس يسبق نهائيات كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم غياب التفاصيل الرسمية حول خلفيات اللقاء، فإن تاريخه يحمل دلالات سياسية ورياضية واقتصادية تستحق التوقف عندها.
الرياضة… قوة ناعمة تعيد رسم الحسابات
لطالما أدركت الولايات المتحدة أهمية الاستفادة من النجوم الأكثر تأثيرًا في كرة القدم لتعزيز شعبية اللعبة على أراضيها، وهي استراتيجية ليست جديدة. فالبطولة العالمية التي ستستضيفها أمريكا العام المقبل تمثل للولايات المتحدة فرصة تاريخية لرفع عائدات البطولة، وتعزيز حضور الجماهير، وتوسيع قاعدة المتابعين في سوق ما يزال أقل شغفًا باللعبة مقارنة بالأمريكي فوتبول أو كرة السلة.
وفي هذا السياق، تأتي رمزية رونالدو – أحد أكثر الرياضيين متابعة في العالم – كعامل جذب جماهيري واقتصادي من الدرجة الأولى.
مقارنة بمارادونا… ذاكرة 1994 تعود إلى الواجهة
يستحضر البعض اليوم قصة مشاركة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا في كأس العالم 1994، حين كانت كرة القدم شبه غريبة عن الشارع الأمريكي. ويدرك الجميع حقيقة أن الولايات المتحدة مارست آنذاك ضغوطًا لضمان مشاركة مارادونا لما يمثله من ثقل جماهيري عالمي، وذلك بهدف إنجاح البطولة على الصعيد التجاري والجماهيري، وكيف تم فرض مشاركة مارادونا في البطولة، رغم وجود مشكلة في وزنه، حيث تم إعطاؤه عقاقير لتخفيف الوزن، تضمنت نوعًا من المنشطات، بموافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم. وعندما لعب في البطولة وحققت الأرجنتين نتائج جيدة، شعر هافلانج، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك، وهو برازيلي، بأن الأرجنتين مرشحة للفوز بكأس العالم، فعمل على إخراج مارادونا من البطولة بحجة تعاطيه المنشطات مع أن الجميع يعلم هذه الحقيقة، بينما كان الهدف الحقيقي تمكين البرازيل من الفوز بالبطولة، وهو ما حدث بالفعل.
ورغم اختلاف الظروف والزمن، فإن عودة هذا الحديث اليوم تعكس تصورًا لدى البعض بأن مشاركة النجوم الكبار ليست مجرد قرار فني، بل جزء من الاعتبارات الاقتصادية والتسويقية المصاحبة للبطولات الكبرى.
رونالدو… لاعب يتجاوز تأثيره حدود الملاعب
رونالدو، رغم تقدمه في العمر، ما يزال صاحب تأثير إعلامي وجماهيري هائل. فمجرد وجوده في كأس العالم – حتى لو بصفته لاعبًا في سنواته الأخيرة – يعني ملايين المشاهدات الإضافية، ارتفاع مبيعات التذاكر، تعزيز عقود الرعاية، وجذب اهتمام الأسواق الناشئة لكرة القدم داخل الولايات المتحدة.
ومن هذا المنظور، قد يُنظر لمشاركته في المونديال المقبل كعنصر نجاح مهم للبطولة، تمامًا كما كان ينظر لماركتي القيمتين مارادونا وبيليه في بطولات سابقة.
بين الرياضة والسياسة… الخطوط لا تختفي
لقاء رونالدو وترامب، مهما كانت خلفياته الحقيقية، يسلط الضوء من جديد على العلاقة المتشابكة بين الرياضة والاقتصاد والسياسة.
ففي زمن أصبحت فيه البطولات الرياضية مشاريع اقتصادية عملاقة، لم يعد الفوز وحده هو الهدف، بل النجاح التجاري والشعبية الجماهيرية والقدرة على صناعة حدث عالمي يلتف حوله الجميع.
هل تُفرض مشاركة رونالدو؟
من الناحية التنظيمية، مشاركة أي لاعب في كأس العالم تخضع لقرارات الأجهزة الفنية للمنتخبات، وليس لاعتبارات سياسية مباشرة.
لكن الإيمان بأن وجود نجوم مثل رونالدو يعطي البطولة قيمة مضاعفة يظل رأيًا حاضرًا بقوة في النقاشات الدائرة حول كأس العالم 2026.
خلاصة:
سواء جاء لقاء رونالدو بترامب في سياق رياضي أو سياسي أو دعائي، فإن الرسالة الأهم هي أن كرة القدم أصبحت اليوم أحد أقوى أدوات التأثير الجماهيري في العالم، وأن وجود نجم بحجم كريستيانو في كأس العالم 2026 سيكون حدثًا يتجاوز حدود الملعب إلى الاقتصاد والإعلام والسياسة.
الصحفي صالح حقروص
2025/11/19م













































