أظهرت صور حديثة للأقمار الصناعية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بشكل شبه كامل، بما في ذلك ضواحيها التي تمتد على مساحة 90 كيلومترًا مربعًا وتضم آلاف المنازل.

وأشارت صحيفة 'هآرتس' إلى أن بلدتي بني سهيلا وعبسان الكبيرة شهدتا أشد الدمار، حيث هُدمت معظم المباني بالكامل، فيما دُمّرت بلدة خزاعة بالكامل في بداية الحرب على غزة. وأوضحت الصحيفة أن الدمار تمّ في معظم المناطق باستخدام الجرافات وآليات أخرى.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أمريكي، عن استشهاد وإصابة أكثر من 201 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين.

وذكرت 'هآرتس' أن الجيش سرّع وتيرة التدمير في جنوبي غزة خلال الأشهر الأخيرة، مستعينًا بمقاولين خاصين يحققون أرباحًا مقابل هدم المباني.

ومنذ انتهاء وقف إطلاق النار في مارس/آذار وتشغيل عملية 'عربات جدعون' العسكرية في مايو/أيار، شهد سكان شرق خان يونس والمناطق المحيطة تدميرًا غير مسبوق.

وأُجبر سكان خان يونس على الإخلاء في مايو، حيث نزح معظمهم غربًا إلى منطقة المواصي، ثم عاد البعض لمحاولة استعادة ممتلكاتهم، ليجدوا واقعًا مأساويًا من الدمار الشامل الذي طال كل شيء، سواء بالقصف الجوي أو الجرافات.

ووفقًا لخبير البيانات الجغرافية في الجامعة العبرية عدي بن نون، دُمّرت نحو 2200 مبنى في وسط خان يونس منذ مايو، بنسبة 7.6% من إجمالي المباني في المنطقة، بينما بلغت نسبة المباني المتضررة أو المهدمة إجمالاً 74%، مقارنة بنسبة 89% في رفح و43% في دير البلح.

ويُقدّر أن 70% من مباني قطاع غزة دُمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، إضافة إلى تدمير معظم المباني العامة والبنية التحتية. وتشير الأمم المتحدة إلى أن أنقاض غزة تصل إلى نحو 50 مليون طن، وستستغرق إزالتها 21 عامًا على الأقل.