أفادت صحيفة هآرتس العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يعتزم طرح خطة سياسية وأمنية أمام الكابينيت المصغر، تتضمن البدء بضم تدريجي لأجزاء من قطاع غزة، وذلك في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع كمحاولة لاحتواء غضب وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، والحفاظ على تماسك الحكومة الائتلافية.

وبحسب الخطة، ستُمهل إسرائيل حركة حماس عدة أيام للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وفي حال رفضها، ستباشر الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ خطة الضم بشكل تدريجي. ووفق ما كشفته الصحيفة، فإن القرار سيُطرح قريبًا أمام الكابينيت، بعد أيام من موافقة نتنياهو على توسيع المساعدات الإنسانية لغزة، في خطوة أثارت غضب كتلة 'الصهيونية الدينية' بقيادة سموتريتش.

تشير تفاصيل الخطة إلى أن المرحلة الأولى من الضم ستشمل المناطق الحدودية التي تفصل غزة عن مناطق الـ48 (المعروفة بغلاف غزة)، ثم تمتد لاحقًا إلى شمال القطاع، لا سيما المناطق المحاذية لـ'سديروت' و'عسقلان'، على أن تُستكمل لاحقًا بضم كامل للقطاع على مراحل. وادّعى نتنياهو خلال محادثاته مع الوزراء أن الخطة حصلت على 'ضوء أخضر' من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي ضوء التوتر داخل الائتلاف، قال سموتريتش لنتنياهو مؤخرًا إنه 'سيُقيّمه بالأفعال'، موضحًا أنه سيبقى في الحكومة إذا بدأت فعليًا عملية الضم التي يطالب بها منذ فترة. وفي رسالة وجهها لأعضاء حزبه، قال: 'ندفع باتجاه خطوة استراتيجية جيدة، ولا داعي لتفصيلها الآن.. وسنُقيّم النتيجة بناء على حسم المعركة مع حماس'.

في المقابل، حذّرت هآرتس من أن تهديدات الضم وأحاديث وزراء عن إقامة مستوطنات جديدة في غزة قد تجرّ إسرائيل إلى مواجهة حادة مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ورجّحت الصحيفة أن تردّ دول كفرنسا بخطوات تصعيدية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو فرض عقوبات على إسرائيل.

نتنياهو يغيّر موقفه.. والبيت الأبيض في الصورة

جدير بالذكر أن نتنياهو لم يكن متحمسًا سابقًا لخيار الضم، لكن التحولات السياسية الداخلية دفعته لتبنّي الخطة مؤخرًا. وأبلغ وزراءه أن رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، عرض الخطة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وأنها تلقى دعمًا من البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب، الموجود حاليًا في اسكتلندا، لم يشارك في الاجتماعات ذات الصلة.

اقرأ/ي أيضاً: نتنياهو: يجب السماح بدخول الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة لتحقيق أهداف الحرب