يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيد حربه التجارية، مهددًا بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على عدد من الدول. في المقابل، تعهدت الصين بمواجهة هذه السياسات 'حتى النهاية'، دفاعًا عن مصالحها، ووصفت ما تقوم به واشنطن بـ'البلطجة الأحادية'.

وبينما يقود ترامب الاقتصاد العالمي نحو المجهول، تتسع دائرة المخاوف الدولية من تداعيات هذه الحرب التجارية التي يخوضها ضد الخصوم والحلفاء على حدّ سواء. ووفق إجماع عالمي، يبدو أن الخاسر الأكبر من هذه المواجهات هو الشعب الأميركي ذاته.

إصرار ترامب على تعميق الأزمة العالمية تجلّى مجددًا في تصريحاته التي ترافقت مع قرارات جديدة برفع الرسوم الجمركية، خاصة على الواردات الصينية. وردًا على ذلك، أكدت وزارة التجارة الصينية أنها ستواجه هذه الخطوات حتى النهاية، ووصفتها بأنها 'غير مبررة إطلاقًا'، وتشكل 'ممارسة تقليدية للبلطجة الأحادية'.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن 'تهديد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الصين يُعد خطأً مضاعفًا، ويكشف مجددًا عن طبيعة الابتزاز التي تنتهجها واشنطن'، وأضافت: 'لن تقبل الصين بذلك مطلقًا. وإذا أصرت الولايات المتحدة على تجاهل مصالح البلدين والمجتمع الدولي، ومضت في طريقها، فإن الصين ستحارب حتى النهاية'.

وفيما تتعرض البورصات العالمية، سواء في آسيا أو الغرب، لهزات عنيفة وتتراجع مؤشرات الأسهم مع كل تصريح وتصريح مضاد، كشفت مجلة بوليتيكو الأميركية أن وزير الخزانة في إدارة ترامب، سكوت بيسنت، سافر على وجه السرعة إلى فلوريدا يوم الأحد الماضي، في محاولة لإقناع الرئيس الأميركي بضرورة الدخول في مفاوضات بشأن صفقات تجارية منصفة، محذرًا من انهيار أوسع في سوق الأسهم.

ونقلت المجلة عن مصدرين مطلعين أن بيسنت أبلغ ترامب بأن الأسواق ستظل مهددة ما لم يوضح هدفه النهائي من فرض الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن استمرار الغموض في السياسات التجارية سيدفع الأسواق نحو مزيد من التدهور. ونصح بيسنت الرئيس بتخفيف نبرة تصريحاته وفتح الباب رسميًا للتفاوض مع بعض الدول.

وبالفعل، تفاعل ترامب جزئيًا مع هذه النصيحة، معلنًا عزمه على التفاوض بشأن 'صفقات عادلة' مع الدول، لكنه عاد ليصعّد مجددًا بتأكيده أن 'الرسوم الجمركية ستكون دائمة'، مهددًا بفرض رسوم بنسبة تصل إلى 104% على الواردات من الصين، في خطوة من شأنها أن تؤجج التوترات، وتثير المزيد من المخاوف في الأسواق العالمية.

المصدر: المنار