في اجتماع امتد حتى ساعات متأخرة من الليل في العاصمة الأمريكية واشنطن، التقى السيد الرئيس الشرع مع عضو مجلس النواب الأمريكي براين ماست، الذي يُعرف بمواقفه المتشددة سابقًا تجاه سوريا ودعمه لبقاء “قانون قيصر” ساري المفعول.

وقد شكل اللقاء نقطة تحول بارزة في مواقف النائب الأمريكي، إذ عبّر بعد الاجتماع عن تفهمه للرؤية السورية وضرورة منح سوريا فرصة حقيقية لتحقيق السلام وإعادة بناء اقتصادها.

وخلال اللقاء، أكد السيد الرئيس أن السياسة السورية تقوم على الانفتاح والحوار والعقلانية، وأن سوريا تتعامل مع الجميع بمنطق الإقناع لا المجابهة، انطلاقًا من إيمانها بأن الحوار هو السبيل الأنجع لتقريب وجهات النظر، حتى مع من يختلف معها أو يقف في موقع الخصومة.

وأوضح السيد الرئيس أن سوريا لا تسعى إلى الصدام أو العزلة، بل إلى السلام والتنمية ومحاربة التطرف عبر دعم الاقتصاد وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأكملها، وأن الباب مفتوح أمام جميع الأطراف، بما في ذلك الشركات الأمريكية، للمشاركة في عملية النهوض الاقتصادي

وقد أظهر النائب ماست اهتمامًا بالغًا بما طرحه السيد الرئيس، ودوّن ملاحظاته خلال الحوار، مؤكّدًا أن ما سمعه يعكس رؤية عميقة ومسؤولة تستند إلى المنطق والعقل.

وأعقب اللقاء الرسمي جلسة عشاء ودّية، ساهمت في تعزيز أجواء الثقة والتفاهم، وأدت إلى تليين موقف ماست من قانون قيصر وتحوله نحو موقف أكثر واقعية وتوازنًا.

إن هذا اللقاء يجسد النهج الثابت للقيادة السورية في التعامل مع التحديات السياسية والدبلوماسية بالعقل والحكمة والانفتاح، ويؤكد أن سوريا تمد يدها إلى الجميع من موقع القوة والثقة، واضعة مصلحة شعبها واستقرار المنطقة فوق أي اعتبار آخر.

وتبقى العقلانية والحوار والإقناع من أبرز أدوات السياسة السورية في مواجهة الحملات والضغوط، في الوقت الذي تواصل فيه الجهود الوطنية والدبلوماسية لتحقيق رفع العقوبات الجائرة وإلغاء قانون قصير بشكل كامل

الفرات