أثار ما يُعرف بـ 'كوكتيل الكورتيزول' ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن روج له عدد من المؤثرين على أنه مشروب قادر على خفض مستويات التوتر من خلال تقليل إفراز هرمون الكورتيزول.

وظهر هذا التوجه بشكل لافت في الأيام الأخيرة، مع وصفات يتداولها المستخدمون تحتوي على ماء جوز الهند، عصير الليمون، عصير البرتقال، ملح البحر، مياه غازية، وملعقة صغيرة من مسحوق المغنيسيوم، باعتبارها 'مكونات سحرية' لدعم الاسترخاء والهدوء.

لكن في المقابل، حذر خبراء التغذية والأطباء، من الانسياق خلف هذه الادعاءات، مؤكدين أن التأثير المزعوم للمشروب على الكورتيزول يفتقر إلى أدلة علمية موثوقة.

ويُعد الكورتيزول هرمونًا تفرزه الغدد الكظرية استجابة للتوتر، ويساهم في تنظيم ضغط الدم، وسكر الدم، والاستجابة للالتهابات، وجودة النوم. غير أن ارتفاعه المزمن قد يؤدي إلى زيادة الوزن، ارتفاع الكوليسترول، مشاكل في القلب، اضطرابات النوم، والعقم.

قال الدكتور تشارلز كارلسن، رئيس قسم التكنولوجيا الطبية في DRSONO: 'رغم أن للمغنيسيوم وماء جوز الهند فوائد صحية، لا يوجد دليل علمي قوي على أن مشروباً معيناً قادر على خفض مستويات الكورتيزول بشكل فعّال'.

وشاركه الرأي الطبيب النفسي جيفري ديتزيل من نيويورك، الذي وصف الكوكتيل بأنه: 'أشبه بضجة إعلامية أكثر من كونه علاجاً فعلياً'.

ويحتوي هذا المشروب على نحو 200 ملغ من مسحوق المغنيسيوم، الذي يُعد عنصرًا مهماً لدعم الطاقة، المزاج، وصحة العضلات، لكن امتصاص الجسم له من المكملات ليس مضمونًا دائمًا.

وأشار الدكتور دانيال أتكينسون إلى أن: 'الحصول على المغنيسيوم من مصادر طبيعية مثل البقوليات والمكسرات أكثر فاعلية من إضافته إلى مشروب جاهز'.

نوّه الخبراء إلى أن الإفراط في المغنيسيوم قد يؤدي إلى الإسهال ومشكلات معوية، كما يشكل خطرًا خاصًا لمرضى الفشل الكلوي.

ورغم احتواء مكونات المشروب على فيتامين C وخصائص مرطبة، إلا أن عصير البرتقال وماء جوز الهند يحتويان على نسبة سكر مرتفعة، ما قد لا يلائم الأشخاص المصابين بـ السكري، مقاومة الإنسولين، أو متلازمة تكيّس المبايض.

أكد الأطباء أن تقليل مستويات الكورتيزول بشكل صحي لا يتم من خلال مشروب 'سحري'، بل من خلال تبني نمط حياة متوازن يشمل:

ممارسة التمارين المعتدلة مثل اليوغا وركوب الدراجة.

نوم منتظم وعميق.

تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، الشاي الأخضر، والشوكولاتة الداكنة.

استخدام تقنيات التأمل والتنفس العميق لتخفيف التوتر المزمن.

باختصار، الكورتيزول لا يُعالج بكوب واحد، بل بتوازن مستمر في الجسد والعقل.