اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية المتفاقمة، يواجه قطاع غزة اليوم مجاعة غير مسبوقة، في ظل حصار مشدد ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، ومع تواصل الحصار 'الإسرائيلي' المُحكم على قطاع غزة الذي دخل يومه الـ139 على التوالي.
وتتزايد التحذيرات الأممية من خطر الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية، بينما تكتظ المستشفيات بالأطفال المصابين بسوء التغذية، جراء سياسة 'إسرائيلية' ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
وفي هذا السياق، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، إنَّ 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، والمستشفيات تتعامل مع مئات ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية ويعانون أعراضا حادة للمجاعة.
وأشار أبو سلمية في تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، إلى أنَّ المستشفى تتعامل مع حالات فقدان للذاكرة وإجهاد شديد بسبب الجوع، مضيفًا 'لا أسرّة طبية ولا أدوية كافية للاستجابة لهذا العدد الهائل من المصابين'.
وفي وقت سابق من اليوم، أوضحت وزاة الصحة بغزة، أنَّ أعدادًا غير مسبوقة من المواطنين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد بسبب الجوع.
وأضافت، أنَّ 'مئات ممن نحلت أجسامهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود'.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إنَّ الاتحاد الأوروبي أعلن الأحد الماضي، عن توصّله إلى اتفاق لإدخال المساعدات لغزة فعلِق الناس بالأمل، وامتنعوا عن شراء الطحين من السوق رغم الجوع القاسي، بانتظار ما وُصف بأنه انفراجة قريبة.
وتابع، 'لكن الإعلان كان كاذبًا ومضللًا حيث لم تدخل مساعدات تُذكر، وقامت عصابات الطحين التي خزّنت كميات ضخمة، اغتنمت الفرصة، وبدأت بطرح كميات محدودة في السوق بأسعار خيالية'.
وذكر القرا، أنَّ عددًا من التجار اشتروا الطحين من اللصوص، ونقلوه للمخابز والمطاعم، حيث يُباع لاحقًا على شكل معجنات وأطعمة لا يستطيع الفقير على ثمنها.
وأضاف 'بهذه المسرحية، قدّم الاتحاد الأوروبي خدمة للاحتلال، إذ خفّف الضغط الدولي عنه، وغطّى على استمرار المجاعة'.
وأكد أنَّ ما جرى ليس سوء تنسيق؛ بل خداع متعمّد وتواطؤ في جريمة التجويع، فالمجاعة في غزة قرار سياسي بغطاء دولي.
وشدد القرا على أنَّ الاتحاد الاوروبي دخل في 'لعبة' بحثًا عن صك غفران من جريمة 'التجويع' في غزة فأصبح مشاركًا رسميًا بها من خلال تراجعه عن فرض عقوبات على 'إسرائيل' مقابل وعد بإدخالها مساعدات لم تلتزم ولن تلتزم فيه 'إسرائيل'.
وفي تقارير سابقة، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنَّ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية بلغ حتى الآن 67 طفلاً، بينما يواجه أكثر من 650,000 طفل دون سن الخامسة خطراً حقيقياً ومباشراً من سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع القادمة من بين 1.1 مليون طفل في قطاع غزة.
وتابع، 'حالياً يعيش نحو مليون وربع المليون شخص في غزة حالة جوع كارثي، بينما يُعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل، وهو واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة'.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب 'إسرائيل'، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.