في ظل المجاعة الخانقة ونقص السلع الأساسية الذي يضرب قطاع غزة، شهدت أسعار الطحين ارتفاعاً جنونياً، حيث وصل سعر كيس الطحين وزن 25 كيلوغراماً إلى نحو 500 شيكل، ما فاقم معاناة الأهالي الذين يكافحون من أجل توفير قوت يومهم.

وتزامناً مع الأزمة، كشفت مصادر محلية عن ممارسات خطيرة يقوم بها بعض التجار، إذ يشترون الطحين الفاسد والمسوس من المواطنين بسعر 100 شيكل للكيس، ليعيدوا تنخيله وتعبئته في أكياس جديدة ويبيعوه على أنه طحين 'جديد' بأسعار باهظة.

ولم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، إذ يجري أيضاً بيع الطحين الفاسد إلى أصحاب مصانع الشيبس والحلويات التقليدية مثل الحلب والعوامة، ما أدى إلى انتشار واسع لحالات التسمم الغذائي والنزلات المعوية الحادة، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.

الأهالي، الذين لا يملكون خياراً آخر، يقعون ضحايا لهذا الاستغلال البشع، وسط غياب شبه تام للرقابة الصحية والبلدية، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية أكبر إذا لم يتم التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات الإجرامية.