واصلت الليرة السورية تراجعها في السوق غير الرسمية في افتتاح تعاملات اليوم الثلاثاء، لتهبط إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير، متجاوزة 12,500 مقابل الدولار، وسط أزمة سيولة متفاقمة وطلب متزايد على الدولار من قبل التجار الذين يسعون للتحوّط، إضافة إلى التوترات الأمنية و السياسية التي تسود البلاد.

قال متعاملون لموقع 'بزنس2بزنس' إن سعر صرف الدولار في دمشق بلغ 12,450 ليرة للشراء و12,550 ليرة للبيع في افتتاح تعاملات اليوم. وأضافوا أن محافظتي حلب وإدلب سجلتا مستويات مماثلة المسجلة في العاصمة دمشق عند 12,450 ليرة للشراء و12,550 ليرة للبيع، فيما هبطت الليرة في محافظة الحسكة إلى 12,700 ليرة للشراء و12,800 للبيع، مسجلة تراجعاً إضافياً مقارنة بيوم أمس.

في المقابل، بقي السعر الرسمي مستقراً عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 للبيع، وفق آخر نشرة صادرة عن مصرف سوريا المركزي.

ويرجع التراجع الأخير إلى عوامل متعددة أبرزها نقص المعروض من الليرة السورية في السوق، ما دفع التجار إلى زيادة التحوّط عبر شراء الدولار لتأمين معاملاتهم اليومية، إلى جانب حالة القلق المتصاعدة نتيجة الاضطرابات الأمنية الأخيرة في دمشق والسويداء.

'ما نراه هو تحوّط جماعي من قبل التجار نتيجة أزمة سيولة غير مسبوقة'، بحسب خبير اقتصادي محلي تحدث لبزنس2بزنس. وأضاف: 'التوترات الأمنية تجعل السوق أكثر هشاشة، والمركزي لا يملك أدوات كافية للتدخل المؤثر في ظل العقوبات الغربية المفروضة على سوريا'.

وتسجّل الليرة السورية منذ مطلع العام تراجعاً تدريجياً وسط استمرار العقوبات الغربية و زيادة ضغوط نقص السيولة على الأسواق، مما يضاعف الضغوط على السوق الموازية، حيث يتزايد الاعتماد عليها وسط ارتفاع الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق.