تحدثت قنوات بالإنترنت بإطناب مؤخرا عن منظومة الحرب الإلكترونية الروسية 'كراسوخا – 4'، وذُكر أنها السبب في تصادم صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية ببعضها أو تعطلها أثناء الاشتباك.

الحرس الثوري الإيراني أصدر بيانا بعد رصد مثل هذه الأعطال في القبة الحديدية إسرائيلية قال فيه: 'بفضل استخدام أساليب وقدرات جديدة في الاستخبارات والمعدات... فشلت أنظمة القيادة والسيطرة الدفاعية متعددة المستويات للعدو... النظام الإسرائيلي... وبدأ في مهاجمة بعضه البعض'.

قنوات ومواقع عدة في الإنترنت أرجعت هذا التأثير المفاجئ والملحوظ إلى نظام 'كراسوخا – 4' الروسي وتعني الكلمة 'الجميلة'.

من جانب آخر، ذكر الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف أن إيران طورت نظام 'كوبرا – 8 V' الذي وصفه بأنه منصة حرب إلكترونية مشابهة لنظام 'كراسوخا – 4' الروسي، وتستطيع التشويش وتزييف روابط الاتصالات على النطاقين 'إكس' وإكس يو'، ما يشير إلى وجود تأثير للتكنولوجيا الروسية في تصميمه.

كنوتوف أعرب عن اعتقاده أن أنظمة الحرب الإلكترونية الإيرانية المحلية نجحت في تضليل الصواريخ الإسرائيلية خلال الهجمات الصاروخية الإيرانية في الأيام الماضية، موضحا أن الإيرانيين اخترقوا أنظمة نقل البيانات خلال المرحلة الأولى من إطلاق الصواريخ الاعتراضية، ما أدى إلى إفساد إشارات القيادة وتسبب في استهداف الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية لبطاريات الدفاع الجوي الإسرائيلية الأخرى.

الخبير العسكري الروسي لفت في نفس الوقت إلى أن منظومة 'كوبرا – 8 V' متمركزة داخل إيران وهي بعيدة جدا ولا يمكنها التشويش على أنظمة توجيه الصواريخ الإسرائيلية بفعالية أثناء الاشتباكات النشطة، علاوة على ذلك فإن نجاح مثل هذه المنظومة يتطلب 'تنفيذا آنيا' ضد روابط اتصالات مشفرة ذات ترددات متغيرة، وهو تحد يواجه الأنظمة المتقدمة مثل 'آرو' و'مقلاع داود' الإسرائيليين.

هذه المناسبة ليست الوحيدة التي ذُكرت فيها منظومة الحرب الإلكترونية 'الجميلة' الروسية. في 14 أكتوبر 2018، أطلق مجمع القبة الحديدية إنذارا كاذبا عن إطلاق صواريخ من قطاع غزة، جرى إثره إطلاق صاروخ مضاد للصواريخ، إلا أنه تبين عدم وجود أي إطلاق صاروخي من القطاع.

حينها أفاد موقع 'Avia.pro' بأن نظام الحرب الإلكترونية الروسي 'كراسوخا – 4' المتمركز في سوريا، تسبب في خلل في منظومة الدرع الصاروخي 'القبة الحديدية'.

اللافت أن الشركة المصنعة للقبة الحديدية الإسرائيلية تزعم أن نظامها غير قابل للفشل، وان رصده لجميع الأهداف يعطي نتائج بنسبة 100 بالمئة، وأنه يدمر بعد ذلك ما لا يقل عن 90 بالمئة منها.

يقال إن القبة الحديدية في عام 2014 أخطأت فقط في التصدي لـ 70 صاروخا من بين 735 أطلقت من قطاع غزة. الخبراء ينتقدون الإسرائيليين من هذه الجهة مشيرين إلى أن الصواريخ الفلسطينية بدائية تماما وتقنياتها في غاية البساطة.

بالنظر إلى أن مبدأ تأثير منظومة 'كراسوخا – 4 ' الروسية يتوافق بنسبة 90 بالمئة مع ما جرى، وبأن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي أصيبت بـ 'الجنون' تحت تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي، علّق حينها أحد الخبراء قائلا: 'لا أستطيع أن أقول بشكل قاطع أن كراسوخا كسر القبة الحديدية الإسرائيلية، ومع ذلك بالنظر إلى البيانات المقدمة، من الآمن أن نقول إن مبدأ تأثير المجمع الروسي يتوافق بنسبة 90 ٪ مع الوضع الموصوف'.

بعد نشر منظومة 'كراسوخا – 4' في سوريا عام 2015، أفيد في مناسبات عديدة بأن الأمريكيين فقدوا طائرات مسيرة هناك، وقد يكون سبب ذلك عمل منظومة الحرب الإلكترونية الروسية.

منظومة 'الجميلة' الروسية صممت لحماية المنشآت العسكرية وأنظمة الدفاع الصاروخي والدفاع الجوي ومقرات القيادة وما شابه من الصواريخ والغارات الجوية. بتدخلها تعمل على 'إسكات' أنظمة رادار العدو، وتتدخل في تشغيل أقمار التجسس المعادية والاستطلاع الجوي.

لا يتوقف عمل'كراسوخا – 4' على 'إسكات' الإشارات الصادرة عن محطات الرادار المعادية، بل ولها القدرة على التلاعب بقنوات التحكم اللاسلكي في الطائرات المسيرة.

ما يربك فيما يقال عن حوادث التصادم المحتملة بين القبة الحديدية و'كراسوخا' هو أن نطاق عمل المنظومة الروسية المعلن لا يزيد إلا قليلا عن 300 كيلو متر فيما هي توجد الآن على بعد 450 كيلو مترا من المنظومات الإسرائيلية المضادة للصواريخ، إلا إذا ما كان نصف القطر الحقيقي لتشغيل منظومة الحرب الإلكترونية الروسية أكبر من المعلن، كما يشير أحد الخبراء.

في كل الأحوال، الثابت أن روسيا تمتلك وسائل حرب إلكترونية لا مثيل لها في العالم. الرئيس السابق لمديرية الحرب الإلكترونية في الجيش الأمريكي لوري باكهوت كان قال لموقع ديفينس نيوز في هذا الشأن: 'لدينا استخبارات إلكترونية ممتازة. ويمكننا التنصت على العدو على مدار الساعة. لكن قدرتهم (يقصد روسيا) على قمع اتصالاتنا اللاسلكية تفوق قدراتنا بكثير'.

المصدر: RT