يُعدّ علاج PRP، أو ما يُعرف بالبلازما الغنية بالصفيحات، من أبرز تقنيات الطب التجديدي المعاصر. يقوم على سَحب عيّنة دَم من المريض نفسه، ثم فصل مكوّناتها باستخدام جهاز الطرد المركزي، للحصول على بلازما مُركّزة تحتوي على نسبة عالية من الصفيحات الدموية.

هذه الصفيحات تحتوي على عوامل نمو تساهم في إصلاح الأنسجة وتسريع عملية الشفاء بشكل طبيعي.

يُحقن هذا المركّب في المنطقة المصابة، سواء كانت المفاصل أو الأوتار أو العضلات، ممّا يُحفّز الجسم على تجديد الأنسجة ذاتياً، من دون الحاجة لتدخّل جراحي أو أدوية كيميائية. وكَون المادة مأخوذة من دم المريض نفسه، يُقلّل خطر الحساسية أو رفض الجسم للعلاج.

رأي الجراح د. جان جاك يعقوب: PRP فعّال وآمن

بحسب الدكتور جان جاك يعقوب، المتخصِّص في جراحة العظام والطب الرياضي، فإنّ هذا العلاج يُمثل نقلة نوعية في معالجة إصابات المفاصل، خصوصاً لدى الرياضيِّين أو مَن يَسعون إلى حلول غير جراحية.

وأكّد الدكتور يعقوب أنّ العلاج يُعطى بدقّة عالية باستخدام التوجيه بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى تقنية «الحِقَن الطبقي» التي تضمن وصول البلازما إلى عمق النسيج المصاب.

دراسات 2025: تقدّم علمي واضح

كشفت دراسة، نُشرت عام 2025 في Journal of Orthopaedic Surgery and Research، أنّ علاج PRP فعّال في تخفيف آلام المفاصل، لا سيما خشونة الركبة المتوسطة.

كما أظهرت أنّ الجمْع بين PRP وحمض الهيالورونيك يُعطي نتائج أفضل من استخدام كل علاج على حدة.

في دراسة أخرى ثلاثية التعمية، في مجلة Interventional Pain Medicine، تفوّق PRP على الكورتيزون في تحسين الحركة وتقليل الألم بعد 6 أشهر من العلاج، من دون الآثار الجانبية التي يُسبِّبها الكورتيزون.

التغذية: الشريك الخفي للعلاج

تشير أخصائية تغذية إلى أنّ نجاح PRP لا يعتمد فقط على التقنية الطبية، بل أيضاً على التغذية السليمة

فيتامين C، الأوميغا-3، البروتينات، ومضادات الأكسدة تلعب دوراً محورياً في تعزيز فعالية العلاج، فيما تؤثر الأطعمة السريعة سلباً على عملية الشفاء.

متى تظهر النتائج؟

عادةً ما يلمس المريض التحسّن بعد أسبوعَين إلى 4 من الجلسة الأولى، وقد يحتاج إلى جلسات إضافية بحسب حالته.

ما يُميّز PRP أنّه لا يُخفِّف الألم فقط، بل يُعيد بناء المفصل تدريجاً، ممّا يُقلّل احتمالية اللجوء إلى الجراحة مستقبلاً.