خاص/ شهاب

قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن مشاهد عمليات المقاومة البطولية للتصدي لقوات الاحتلال في قطاع غزة؛ تحمل دلالات ثقيلة في أبعادها الميدانية والعسكرية والإعلامية.

وقال عفيفة في تصريح صحفي خاص لوكالة 'شهاب'، إن هذه المشاهد، على البعد الميداني، تكشف هشاشة السيطرة الميدانية التي يدّعيها الاحتلال، وتؤكد أن المقاومة تحتفظ بقدرتها على اختراق خطوط التماس حتى في المناطق التي يُفترض أنها مؤمنة بالكامل.

وأضاف عفيفة أن إظهار عملية قنص دقيقة بهذا الشكل، من مسافة قريبة وفي وضح النهار، ينسف فرضية الجيش حول تحقيق 'الإنجازات الميدانية' في القطاع.

وتابع: المقاومة تثبت أن الكلمة على الأرض لا تزال لها، وأنها قادرة على مفاجأة العدو في أي وقت.

من الناحية العسكرية، قال عفيفة إن هذه العمليات تعكس تحديثًا في تكتيكات القتال لدى كتائب القسام، من حيث الجمع بين القنص واستدراج القوات في منطقة مفتوحة، ما يكشف قدرة فائقة على التخطيط والرصد والمباغتة، ويعزز مبدأ الاستنزاف طويل الأمد.

وبيّن أن تكرار مثل هذه العمليات ينهك معنويات الجيش، خاصة وحدات المشاة والمدرعات، التي باتت تدرك أن كل حركة مرصودة، وكل خطوة قد تكون الأخيرة.

وعلى صعيد البعد الإعلامي، قال عفيفة إن كتائب القسام نجحت مجددًا في توظيف الصورة كسلاح موازٍ للبندقية.

وأضاف أن المشاهد التي توثق لحظة قنص الجنود ليست مجرد تسجيل لعملية عسكرية، بل هي رسالة متعددة الاتجاهات: للداخل الفلسطيني لتعزيز الصمود، وللعدو لتكريس صورة الفشل والضعف، وللرأي العام العالمي للتأكيد أن الاحتلال ليس صاحب اليد العليا.

ولفت إلى أن التوقيت أيضًا مهم؛ فبث هذه المشاهد في ظل الضغوط الإسرائيلية الداخلية وتراجع شعبية القيادة السياسية والعسكرية، يعزز الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حول جدوى استمرار الحرب، ويغذي خطاب فقدان الثقة في قدرة الجيش على تحقيق أهدافه.