أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، صلاة الجمعة في مقر المجلس وألقى خطبة تناول فيها التطورات الداخلية والإقليمية، مؤكداً أن لبنان يمرّ بـ'موقف تاريخي وصعب' يتطلب مسؤولية وطنية صادقة.

وشدد الشيخ الخطيب على أن التحولات الكبرى في المنطقة والعالم مترابطة، وأن القضية الفلسطينية تبقى 'المحور' الذي ينعكس على مجمل الأوضاع الإقليمية، معتبراً أن محاولات فصل لبنان عنها 'هرب من الواقع'. وأكد أن الانقسام الداخلي في لبنان مرتبط منذ تأسيس الكيان بموقعه من القضية الفلسطينية، داعياً إلى موقف وطني موحّد يحمي مصالح البلد ومستقبله.

وانتقد ما وصفه بـ'الإنكار' لاعتداءات إسرائيل وطموحاتها، معتبراً أن تحويل النقاش الداخلي إلى صراع داخلي والاستعانة بالعدو 'انقلاب في المفاهيم'. ودعا إلى التفكير بهدوء وعقلانية في مصلحة لبنان وسط 'واقع عربي وإسلامي مزرٍ' ينعكس على الساحة اللبنانية.

كما أكد سماحة الشيخ الخطيب أن 'الحق سينتصر'، معتبراً أن الحضارة الغربية كشفت حقيقتها العدوانية. كما ذكّر بإنجازات المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي منذ عام 2000 مروراً بحرب 2006 وما تلاها، رافضاً محاولات 'محو هذه الإنجازات' أو الادعاء بأن سلاح المقاومة لم يحقق نتائج.

كذلك رأى أن الصمود في وجه الاعتداءات الأخيرة، بما فيها المواجهة بين إيران وإسرائيل، دليل على عدم هزيمة محور المقاومة. وانتقد مقاربة بعض الأطراف للقرار 1701، قائلاً إن الهدف من 'الميكانيزم' كان تنفيذ ما عجزت عنه الآلة العسكرية الإسرائيلية.

وجدد الشيخ الخطيب عدم الرغبة بالحرب، مؤكداً أن الأولوية هي عودة الأهالي إلى قراهم، إعادة الإعمار، واستعادة الأسرى، وضمان الحدود وحماية الثروات اللبنانية.

واتهم من يحمّل المقاومة مسؤولية التصعيد بالتغطية على فشله، مؤكداً أن المقاومة 'كانت وما زالت' الدرع الدفاعي عن لبنان.

وختم بالتشديد على أن المسؤولين مدعوون إلى التفاوض بصدق وأمانة، والحفاظ على مصالح اللبنانيين و'عدم جرّ البلد إلى الاستسلام لإسرائيل'.