اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
تشهد محافظة السويداء السورية حالةً من الهدوء الحذر بعد أسبوع دامٍ من الاشتباكات التي خلّفت مئات القتلى، في واحدة من أعنف موجات العنف التي تضرب الجنوب السوري منذ سنوات. وبينما أعلنت الحكومة السورية وقف القتال وإعادة انتشار قواتها، جاءت دعوات دولية لإلقاء السلاح ووقف دوامة الانتقام، وسط تحذيرات من أن 'سوريا تقف عند منعطف حاسم'، كما حذّر المبعوث الأميركي إلى سوريا توم بارّاك، مشددًا على ضرورة أن يسود السلام والحوار قبل فوات الأوان.
وفي التفاصيل، أشار المبعوث الأميركي توم بارّاك، في منشور عبر حسابه على منصة 'إكس'، إلى أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا كان خطوةً مبدئيةً.
ولفت بارّاك إلى أن 'هذا القرار أتاح للشعب السوري فرصةً لتجاوز سنواتٍ من المعاناة والفظائع التي لا تُصدق'، مضيفًا أن 'المجتمع الدولي، الذي راقب بتفاؤل حذر سعي سوريا للانتقال من إرث من الألم إلى مستقبل مُشرق، ساند الحكومة السورية الناشئة إلى حدٍّ كبير'.
وتابع: 'إلا أن هذا الطموح الهشّ تطغى عليه الآن صدمة عميقة، إذ تُقوّض الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض سلطة الحكومة وتُزعزع أي مظهرٍ من مظاهر النظام'.
ودعا المبعوث الأميركي إلى سوريا في منشوره، جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها فورًا ووقف الأعمال العدائية والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي.
وختم مشدّدًا على أن 'سوريا تقف عند منعطفٍ حاسم… يجب أن يسود السلام والحوار… الآن'.
هدوء حذر بعد أسبوع من العنف
أكدت الحكومة السورية وقف القتال في مدينة السويداء الأحد، بعد استعادة مجموعات درزية السيطرة على المدينة الجنوبية وإعادة انتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة التي شهدت عنفًا طائفيًا خلّف نحو ألف قتيل في أسبوع واحد.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا على منصة تليغرام أنه 'تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة'.
وأدت أعمال العنف بين الدروز والبدو السنة التي اندلعت في 13 تموز في محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى مقتل 940 شخصًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرًا.
وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في وقت سابق السبت وقفًا لإطلاق النار والتزامه 'حماية الأقليات' ومحاسبة 'المنتهكين' من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء.
وجاء الإعلان بعد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا واسرائيل على وقف إطلاق النار.
وأكد البابا أن 'الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء، وستُسخّر قوى الأمن كل طاقاتها سعيًا لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال واعادة الاستقرار إلى المحافظة'.
وكان الشرع قد نشر قواته في السويداء الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعد أن قصفت إسرائيل أهدافًا حكومية عدة في دمشق، معلنةً أنها تريد حماية الدروز ومعربةً عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في منشور على منصة 'اكس' السلطات السورية على 'محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها'.