من المتوقع أن تجري الإنتخابات البلدية جنوباً، على وقع الغارات اليومية، التي ارتفعت وتيرتها لتستهدف السيارات. حماسة الانتخابات البلدية، بددتها تلك الغارات، التي جعلت الاستحقاق المرتقب باهتا نسبياً، على الرغم من حاجة الناس إلى إعادة هيكلة السلطات المحلية المهترئة، والتي تحولت بحسب أوساط متابعة إلى بلديات عميقة، بسبب الفساد والهدر، ما عطّل عمل السلطات المحلية في غالبية القرى الجنوبية، وتحولت معها البلديات إلى دكاكين حزبية ومراكز نفوذ للموظفين، حيث ظهرت على بعضهم طفرة الثراء في ظل غياب المحاسبة الكلية.

بدأت تتضح معالم الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، ولو ببطئ، دارت محركات الماكينات الانتخابية لجس نبض الأحزاب بحثاً عن توافق ومن ثم تزكية.

إن ما يسعى إليه الثنائي 'أمل - حزب الله' هو التزكية، وعلى ما يبدو أن محركاته تنشط على خط جس النبض وإستمالة الأحزاب المعارضة، ومن بينها الحزب الشيوعي الذي له نفوذ في أكثر من بلدة وقرية، لكنه وبحسب المصادر يرفض التزكية، ويفضل خوض غمار الانتخابات لاختيار بلديات فاعلة ولتحسين تمثليه من خلال دور فاعل في التنمية انطلاقاً من مشروع واضح وليس عبثياً'.

وفق المعلومات المتوافرة، التزكية بعيدة المنال في كثير من البلدات، حتى في مناطق نفوذ 'أمل' و 'حزب الله'، وثمة خشية من إعادة تجربة فشل البلديات وإنتخاب شخصيات لا علاقة لها بالعمل البلدي، وإن حصل ذلك سيكون هناك لوائح منافسة للائحة 'الثنائي' من الجسم الحزبي نفسه.

إذاً، المشهد ضبابي نسبياً، على الرغم من ظهور عدد من المرشحين الشباب للـ 'مخترة'، التي تبدو المعركة فيها قوية، بسبب استعادتها جزءاً من دورها الذي خسرته بسبب سيطرة البلديات التابعة للأحزاب'.

معركة البلديات لن تكون سهلة، فالناخب سيحاسب 'الثنائي' على فشله في كل الخدمات، وعجزه عن إعادة تشغيل معمل الكفور لفرز النفايات، وتعبيد الطرقات الداخلية والفرعية، وإصلاح شبكات المياه وغيرها.

إنطلاقاً من هذه المعطيات، تلف المصادر، إلى أن المعركة البلدية ستكون قاسية على الأحزاب، التي تنشط على خط التوافق والتزكية، والسماح للعائلات باختيار من يمثلها، علّها تستميل المزاج الشعبي الغاضب من أداء البلديات.

حتى الساعة الاستحقاق البلدي والاختياري قائم في قرى النبطية والجنوب ، والعين على المعارضة إن ستدخل في التسوية وفق شروطها أم ستتجه نحو المعركة التي ستغير هيكليات البلديات.