رام الله مكس: كشفت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، اليوم الخميس، أن الوسطاء الدوليين قدموا مقترحًا محدثًا لإسرائيل وحركة حماس، يتضمن اتفاقًا محتملاً لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء تفاوضية نشطة في العاصمة القطرية الدوحة.

ونقل موقع 'أكسيوس' الأميركي عن مصدرين مطلعين أن المقترح الجديد، الذي صاغته قطر ومصر والولايات المتحدة، سلّم للطرفين أمس الأربعاء، ويتضمن تحديثات رئيسية تتعلق بمدى انسحاب إسرائيل من القطاع، وبنسبة تبادل الأسرى بين الجانبين.

من جهتها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الوسطاء قدموا ورقة محدثة تشمل التقدم المحرز خلال الأيام العشرة الأخيرة، وقد حظيت بموافقة كل من مصر والولايات المتحدة.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل أبدت مرونة كبيرة بشأن المناطق التي ستنسحب منها خلال فترة الهدنة، بما في ذلك تقديم خرائط محدثة أظهرت انسحاباً واسعاً لقواتها من محور موراغ بين رفح وخان يونس جنوب القطاع.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن هناك أجواء إيجابية تسود محادثات الدوحة، رغم استمرار وجود فجوات بين المواقف، في حين أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال استعداد قواته لإعادة الانتشار ضمن حدود جديدة من أجل الدفع بالمفاوضات.

وفي السياق ذاته، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) اجتماعاً لمتابعة مستجدات محادثات الدوحة، وسط تقارير عن تقدم كبير، حيث وصفت القناة 13 الإسرائيلية الطريق إلى الصفقة بأنه 'أصبح ممهداً'.

ويجري منذ 6 يوليو/تموز الجاري حراك تفاوضي غير مباشر في الدوحة بين 'حماس 'و'إسرائيل'، لمحاولة الوصول إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في ظل رفض الحركة لأي تسوية تبقي على وجود عسكري إسرائيلي داخل القطاع.

وفي هذا الإطار، نقلت قناة 'الأقصى' عن المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه تأكيده رفض الحركة لأي ترتيبات تفصل بين مناطق القطاع أو تشرعن بقاء الاحتلال.

انقسام داخل حكومة الاحتلال

في المقابل، صعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من لهجته، معتبراً انسحاب الجيش من محور موراغ 'خطأً فادحاً'، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التراجع عنه ووقف المفاوضات، والذهاب نحو 'احتلال غزة بالكامل وتشجيع الاستيطان'.

كما لوّح بن غفير بإمكانية الانسحاب من الحكومة، رغم تأكيده رغبته بالبقاء وزيراً في الوقت الراهن.

وكان نتنياهو قد تحدث سابقاً عن إمكانية التوصل إلى هدنة مدتها 60 يوماً، لكنه شدد على ضرورة أن يسمح أي اتفاق باستئناف العمليات العسكرية لاحقاً.

وتستند المفاوضات الجارية إلى مقترح أميركي يتضمن الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 من أصل 20)، على أن تمهد الهدنة لمفاوضات لاحقة تهدف إلى إنهاء الحرب.

'حماس' تطالب بضمانات وشروط واضحة

من جانبها، تصر حركة حماس على أن أي اتفاق يجب أن يشمل وقفاً دائماً للحرب، وضمانات بعدم استئناف العدوان، إلى جانب السماح الكامل بدخول المساعدات وبدء عمليات الإعمار دون شروط.

وفي خضم هذه التطورات، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة عن استيائهم من تعثر المفاوضات، واتهموا نتنياهو بعرقلتها.

وشهد شارع 'أيالون' في تل أبيب صباح اليوم احتجاجات لعائلات الأسرى ونشطاء، رُفعت فيها لافتات تهاجم الحكومة وتطالب باستعادة الأسرى وإنهاء الحرب، من بينها 'نتنياهو يعطل إرادة الشعب' و'أعيدوا الجميع'.