اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
بيروت - أحمد عزالدين وخلدون قواص وبولين فاضل
جاءت تصريحات الموفد الأميركي توماس باراك الرسمية من السرايا الحكومية بعد لقائه الرئيس نواف سلام، حمالة أوجه بمنحى إيجابي.
فهو قال كلاما واضحا عن المطلوب أميركيا: «ان يصل الجميع إلى فهم أكبر وسلام مع الجيران». ونأى ببلاده عن مسألة نزع سلاح «حزب الله»، معتبرا انها شأن لبناني، وملوحا بـ «خيبة أمل» أميركية في حال عدم حصول ذلك.
باراك ضخ إيجابيات، وترك الباب مفتوحا لتحقيق تقدم من الجانب اللبناني، مع مطالب أميركية تميل في شكل واضح إلى اتفاق جديد مع إسرائيل، يتعدى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع 27 نوفمبر 2024.
باراك قال من منبر السرايا: «هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية دخلت قيد التنفيذ، لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعنا أن نحله.. إن اتفاقية نزع سلاح حزب الله هي مسألة داخلية للغاية، والحزب بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو منظمة إرهابية أجنبية ولا حوار معه، لأننا نبحث مع الحكومة اللبنانية حول كيفية المساعدة. أما ماذا ستفعل أميركا في حال لم يحصل ذلك، فالأكيد أن الأمر سيكون مخيبا للآمال. ما من عواقب ولا ترهيب، وإنما خيبة أمل. ونحن نحاول أن نساعد ونرشد ونؤثر ونجمع الأفرقاء للعودة إلى النموذج الذي تريدون أن تروه جميعكم، السلام والازدهار لأبنائكم والسلام في المنطقة».
وردا على سؤال آخر، قال باراك: «لم أفهم عن أي ضمانات تتحدث..لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على فعل أي شيء وليست الولايات المتحدة هنا لتجبرها على القيام بأي شيء. لسنا هنا لنرغم أي فرد أو اي دولة، بل نستخدم تأثيرنا ونفوذنا لنأتي بالأفرقاء معا للوصول إلى نهاية أو خلاصة، والمسألة تعود لكم، لحكومتكم، وعندما تقولون إنكم سئمتم من هذه المناكفات والصراعات، يفترض أن يصل الجميع إلى فهم أكبر وسلام مع الجيران».
وعن إمكان فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، قال: «لا نفكر حاليا في ذلك وموضوع العقوبات معقد جدا لكنه متوافر، وما نحاول القيام به هو الإتيان بالسلام والاستقرار لا صب الزيت على النار».
وأضاف باراك: «قادتكم أكثر من مساعدين لحلحلة الأوضاع ليس فقط من أجل لبنان، في موازاة الإصلاحات التي تحصل وهي منطقية ومعبرة للغاية، وبالتالي إذا جمعنا الأمن مع الإصلاحات الاقتصادية، يكون هناك ازدهار».
وردا على سؤال عن تلقي ورقة من رئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمن ملاحظات من «حزب الله»، أجاب: «لم أر أي ملاحظة من حزب الله، وبالنسبة لي هذا ليس بالتأكيد موضع ترحيب».
وفي السياق ذاته، صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية بيانا قالت فيه: «استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا الموفد الرئاسي الأميركي السفير توماس باراك، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 نوفمبر 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مرورا خصوصا بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».
وفي وقت التقى الموفد الأميركي الرئيسين جوزف عون ونواف سلام أمس، فقد حدد الموعد مع الرئيس نبيه بري اليوم الثلاثاء. ومع تسريب ان السبب يعود لتزاحم مواعيد رئيس المجلس، ومنها موضوع طلب رفع الحصانة عن الوزير السابق النائب جورج بوشكيان، فإن مصدرا مقربا من مرجع كبير عزا السبب إلى إعطاء فرصة لرئيس المجلس لمزيد من الدرس، بعد الاطلاع على نتائج محادثات باراك مع الرئيسين عون وسلام، لمناقشة الأمر مع «حزب الله»، ليكون الموقف الذي سيطرحه مع باراك حاسما، خصوصا في موضوع الضمانات المطلوبة من لبنان لجهة التزام إسرائيل ببنود الاتفاق حول وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
توازيا، علمت «الأنباء» من مصدر ديبلوماسي عربي معني بالملف اللبناني، ان هناك إصرارا دوليا بتنفيذ الورقة الأميركية على مراحل عدة، على ان تكون المرحلة الأولى خلال فترة وجيزة لا تتعدى 15 يوما من تحقيق الاتفاق في حال التوصل اليه، وتتلخص بأن تكون بيروت الكبرى منزوعة السلاح من خلدة مرورا بالعاصمة بيروت وضاحيتها وصولا إلى ضبية، باعتبار ان نجاحها سيكفل تحقيق بقية المراحل في كافة المناطق اللبنانية.
وتحدث أحد أعضاء اللجنة الخماسية أمام زواره، عن «ان الوضع في سورية وانعكاسه على لبنان يتطلبان عقد قمة روحية إسلامية - مسيحية لتخفيف الاحتقان عن الساحة اللبنانية وانعكاسها على الساحة السورية، بعد تفجير الكنيسة في دمشق وأحداث السويداء لما يشكلان من طابع طائفي ومذهبي».
وبدأت الاتصالات في هذا الإطار لتبيان مدى إمكانية عقد قمة روحية في أسرع وقت ممكن، والتوافق على مسودة مشروع بيانها الذي يتضمن درء الفتنة في لبنان وسورية، بالإضافة إلى تناول الشؤون اللبنانية والتحرك الذي يقوم به المبعوث الأميركي لمساعدة لبنان، وما يحصل في غزة من تجويع وقتل وتدمير وتهجير. وسجل في هذا السياق اتصال من البطريرك الماروني الكاردنيال بشارة الراعي بالمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، للتحضير لعقد القمة، وبدء الأعمال اللوجستية الخاصة بالاتفاق على مضمون بيانها.
وعلى خط مواز أيضا، وصف سفير دولة عربية أداء الحكومة بـ «الممتاز في الربع الاول من عملها وهناك إجماع على ذلك». وقال: «لمس المجتمع الدولي صدقية في البدء بتنفيذ البيان الوزاري وخطاب القسم. وهناك إصرار من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام على المتابعة بكل حزم ومسؤولية. وهذا منحى إيجابي للغاية في وضع اللمسات الأولى للإصلاحات المطلوبة داخليا وخارجيا».
قضائيا، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات تغيب عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة أمس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وذكرت «الوكالة» ان البيطار قد صرف النظر عن استدعاء عويدات مجددا، وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرا.